| اتهامات ظالمة ومكرورة تدحضها الوقائع.. قضاياالثورة والباحثين عن انتصارات وهمية, يعززون بها مواقعهم ويؤدون الخدمات المدفوعة الثمن, لمصلحة كارتلات المال والنفط والسلاح والصهيونية العالمية, للتعرض لسورية ومتابعة الحملات الظالمة ضدها وفق أجندة تضع في رأس أولوياتها واستهدافاتها, التأثير على سياسات هذا البلد والنيل من مواقفه تجاه الكثير من القضايا الساخنة على الساحة الدولية, وفي المقدمة منها الأوضاع المتفجرة في المنطقة والصراع العربي-الإسرائيلي والقضية الفلسطينية. وتصريحات المندوب لدى الأمم المتحدة جون بولتون الرمز الفاضح ل¯ (ديمقراطية بوش) بالأمس في مجلس الأمن, والتي استهل بها مهمته وفي أول ظهور علني له بعد التعيين الرئاسي بالتهجم على سورية, وكذلك انتقادات وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بالمواكبة وتكرار محاولات تحميلها, مسؤولية الوضع المتردي في العراق واتهامها بعدم ضبط الحدود ومساعدة المسلحين العراقيين, لا تخرج هي الأخرى عن منظومة ولغة الخطاب الأميركي المعروف, والمتساوق مع الخطاب والتوجه الإسرائيلي في قيادة وإدارة موجة العداء والتصعيد والتأليب ضد العرب وهذا البلد, أملاً في أخذ وكسر جدار الصمود والممانعة الذي يمثله بوجه المشروعين الأميركي والصهيوني وأطماعهما. إذاً هي حملة سياسية بامتياز وافتئات وتضليل وتشويه مستمر ومتعمد للحقائق لطالما طبع أداء الحليفين الاستراتيجيين, وعملية هروب لهما تواصل التغطية على الهزائم والفشل والانتكاسات المتلاحقة, والتعثر الذي يواجهانه معاً في العراق وفلسطين على أرضية وخلفية عدائهما للسلام, وخداع الرأي العام وصرف أنظاره عن المجازر وعمليات القتل والإبادة الجماعية المرتكبة على مدار الساعة بحق أبنائهما وفي أنحاء أخرى من العالم. وسورية التي أكدت مراراً وتكراراً إدانتها الحازمة للإرهاب بجميع صوره وأشكاله, وتعيد تأكيد هذا الموقف بقوة اليوم وهي التي عانت الكثير من جرائه, وكانت السباقة والطليعة في الدعوة لعقد مؤتمر دولي لتعريفه, والتمييز بينه وبين المقاومة والنضال المشروع للشعوب كي يتسنى مكافحته والتصدي الناجح لأسبابه, ساعة وقف أدعياء محاربته والمتاجرون به المتهربون حتى اللحظة من أي التزام يفضي إلى تبني تعريف واضح ومحدد له يتفرجون ويشمتون, سورية هذه الحريصة على أمن واستقرار العراق ووحدته أرضاً وشعباً, والتي لم تدخر جهداً لتوثيق وتوكيد ذلك بإجراءات عملياتية ملموسة يعرفها الشعب الشقيق, وعاينتها ميدانياً على طول الحدود البعثات الدبلوماسية المعتمدة بدمشق, ومراسلو الصحف ووكالات الأنباء, وتصر واشنطن وبعض أزلامها على التعامي عنها وإنكارها, يهمها أن توضح للدنيا قاطبة, ولأولئك المتخبطين راكبي الرؤوس الرافضين الاحتكام للعقل ولصيغ الخروج المشرف من أزماتهم السياسية والعسكرية والأخلاقية المتفاقمة: إن مسؤولية ضبط الحدود لا يعنيها وحدها فقط, بمقدار ما تعني جيش الاحتلال الأميركي والجانب العراقي وبرسم مسؤوليتهما المشتركة قبل أي طرف آخر. وقد لا نتجنى إذا ما نوهنا بأن بعض الإرهاب الدموي الذي تغرق في لجته الساحة العراقية, هو في جزء كبير منه مصلحة ورعاية أميركية - إسرائيلية صرفة, ووارد من جبهات وحدود أخرى يجري التغاضي العمد عنها, مع التشديد على حقيقة تحاول الدوائر الأميركية وتلك التي تدور في فلكها عبثاً إغفالها والقفز فوقها: بأن أكثر من سبعمئة ألف جندي هم تعداد الجيش العراقي وقوامه ما قبل الاجتياح, جرى تسريحهم من قبل الاحتلال في إطار الحل الكامل لهذا الجيش, هم اليوم تحت وطأة الاجتياح وعسفه وتدميره المنظم للبلد, وإذلال وتجويع وترهيب أبنائه مع غالبية الشعب العراقي قنابل موقوتة ومشروعات مقاومة ومقاتلين في وجه الاحتلال. فكفى تحميل الأخطاء والسياسات وتعليقها على مشاجب الآخرين, ولتمتلك الإدارة الأميركية الجرأة وترفع أيديها عن هذه المنطقة, وتكف عن التدخل في شؤونها الداخلية, وعن تقديم الدعم للكيان الصهيوني المسبب الرئيسي لحالة عدم الأمن والاستقرار وغياب السلام.
|
|