كثير من قطاراتنا- للأسف- سارت بتلك الطريقة, وكثير من خططنا ومشاريعنا سارت قطاراتها على سكك من الورق والأرقام والنسب المئوية الخلبية.
لم يكن صوت هدير القطارات الورقية كافياً لتنهض الثقافة- محور العمل الأصل لبناء إنسان مدني واعٍ, وظل ملايين الشباب- الفئة الغالبة في تعدادنا السكاني- على هامش هدير القطارات خلف الستائر المغلقة, وهكذا لم يكن معظمهم بخير أبداً ولم تكن الأمور على خير ما يرام في مواضع ومواضيع عدة.
اليوم وبعد كل الدم السوري النبيل, بعد كل الأوجاع والآلام, وبعد تشبث السوريين بالأرض يحق لنا- بل من واجبنا كي لا نكون شهود زور- أن نسأل بصراحة: من هم القائمون على رسم سياساتنا الثقافية؟ من اختارهم وكيف؟ ما هي خططهم الآتية قريباً على الأقل؟
كيف يعمل هؤلاء على تفعيل كل مؤسساتنا الثقافية؟
رغم كل المعطيات والصعوبات وما قد نعرف وما لا نعرف.. لماذا غابت أو توقفت كثير من الإصدارات من مجلات وملاحق ثقافية كانت على قلتها ومزاجية بعض القائمين عليها تشكل استقطاباً لأقلام الشباب؟
أعتقد أنه من البديهي في ظروف كهذه التي نمر بها وعبرها إلى ولادة جديدة, أن تكون أخطاء -وأحياناً مآسي الماضي الثقافي الذي خضناه- حاضرة للعبرة والاستفادة منها, وأن تكون الثقافة في واجهة اهتمام كل وسائل الإعلام, فقد اكتفينا من التحليلات والتعليقات على ما حدث وكيف حدث ولماذا؟
باسم الدم والدمع السوري النبيل: افتحوا النوافذ وارفعوا الستائر ولتقلع قطاراتنا على سكك حقيقية!
suzan_ib@yahoo.com