ألم يكن الأمر مطروحا على هذا النحو منذ عامين وأكثر , وقبل كل هذا الخراب والدمار والدم المسفوك مجاناً ؟ ألم تكن ثمة دعوة .. بل دعوات حارة وصادقة لحوار وطني سوري داخلي على ارض الوطن .. والشعب حكماً وفيصلاً , قبل أن تطأطئوا هاماتكم والرؤوس لكل صاحب حذاء ثقيل .. ولكل صاحب « صندل « قذر و» دشداشة « عفنة ؟؟
ها أنتم في المكان عينه وقد تعريتم تماماً , حتى من ورقة توت كانت لا تزال تعجز عن ستر عوراتكم قبل سنتين وأكثر , ها أنتم ومن معكم ومن باع فيكم واشترى حتى بليتم واهترأت جلودكم نتفاً وسلخاً وترقيعاً .. في المكان عينه وقد استحال خراباً وركاماً تحت ألوية شعاراتكم وألوية سدنتكم من قطعان التكفير والإرهاب !
بماذا وعدتم ملايين السوريين في الأمس وبماذا تعدونهم اليوم في جنيف .. وهم الذين نالوا منكم ما لم ينله شعب في العالم من القتل والخراب والتهجير , لاسيما وأنكم تنتعلون خفي حنين منذ ما قبل الذهاب إلى جنيف وقبل العودة منها ؟
جنيف ليست مربط خيلكم .. بل مربطكم أنتم لما تبقى من رهانات خارجية لطالما تعثرت .. وستظل تتعثر بكم وبولاءاتكم إلى أربع .. بل عشرات جهات الأرض , والذهاب إلى جنيف ليس كالعودة منها وعلى الباغي تدور الدوائر . وإذا كان لكم وقفة تأمل وحساب في الطريق إلى هناك , وإذا كان لا يزال لديكم شيء من ضمير أو وجدان وطني , فلا تفكروا في القسمة والاقتسام , ولا في المساومة والارتهان , بل في شيء واحد فقط .. كيف تحصلون على رحمة السوريين وعفوهم , وكيف تعتذرون للدماء وأكوام الخراب , بل كيف تسجدون لوطن سفكتم دمه على قارعة الطريق إلى جنيف .. إن كنتم أوفياء !!