الذي من شأنه إيجاد آلية مناسبة لحل الأزمة في سورية وبما يحقق تطلعات السوريين، ما يعني أن شروط نجاح المؤتمر لم تتوفر بعد، وهذا يرتب على الولايات المتحدة الأميركية العمل بشكل جاد من اجل ذلك عبر ردع عملائها عن تشجيع ودعم الإرهاب الذي تقوم به العصابات الإرهابية المسلحة ضد السوريين.
فمن أهم شروط نجاح المؤتمر الدولي وقف العنف وتجفيف منابع الإرهاب والضغط على الدول المتورطة بسفك الدم السوري لوقف دعمها للمجموعات الإرهابية المسلحة بالمال والسلاح، غير أن ما يحدث فعلياً من دول إقليمية كالسعودية وقطر وتركيا يؤكد أنها تعمل جاهدة لإطالة أمد الأزمة عبر التأثير على ما يسمى ائتلاف الدوحة المسلوب الإرادة والقرار ومنعه من حضور المؤتمر أو إلزامه بوضع شروط تخالف إرادة وتوجهات الشعب السوري، وهذا ما كان سببا في تعطيل عقد المؤتمر لأكثر من مرة وبالتالي سفك المزيد من الدم السوري.
ما تقوم به هذه الدول الإقليمية ذات الأجندات الاستعمارية من دعم للجماعات الإرهابية التكفيرية التي تم استقدامها من أكثر من 83 دولة عربية وأجنبية لارتكاب الجرائم وبث الفوضى لم يلق أي إدانة من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي فإن مصداقية واشنطن على المحك فيما يتعلق بعقد المؤتمر الدولي، ولا سيما وان الشعب السوري وكل من يملك بصراً وبصيرة على قناعة تامة بأن العبد لا يمكن أن يخالف سيده، فلو كانت الإدارة الأميركية صادقة في نواياها لحل الأزمة في سورية عبر الحوار لعملت بشكل صادق على تجفيف منابع الإرهاب ووقف دعم المجموعات المسلحة التي سبق أن وضعتها على لائحة الإرهاب من خلال الضغط على حلفائها وعملائها في المنطقة.
في كل الأحوال القيادة السورية رحبت بعقد مؤتمر جنيف وأعلنت نيتها المشاركة فيه دون شروط مسبقة، ولكن هذا لن يثنيها عن حماية مواطنيها واجتثاث الإرهاب الذي يستهدفهم وملاحقة فلول الإرهابيين أينما وجدوا على الأرض السورية، ويأمل السوريون في أن يساهم الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الست الدولية في تكريس حل الأزمات عبر الحوار وبما يضمن حقوق الشعوب واحترام إرادتها في بناء مستقبلها واختيار ممثليها دون تدخل خارجي.
mohrzali@gmail.com