تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إيران التي يخشون .. والاحتمالات السعودية

الصفحة الاولى
الأربعاء 27-11-2013
أسعد عبود

ما حصل في جنيف من توقيع على مرحلة أولى من التفاهم الغربي - الإيراني بخصوص الصناعة النووية، هو انتصار لإيران ... حيث ستستمر بتنمية مقدراتها النووية المسخرة للصناعة والبرامج السلمية بشكل عام.

برأيي أن التوجه الإيراني من أصله لم يكن أبداً أبعد من ذلك. وأكثر من هذا ... فإن البرنامج العلمي الصناعي المعاصر كان هو الهدف والسبب في العداء لإيران وفرض العقوبات عليها، وليس أبداً الخوف من السلاح النووي بيدها.‏

هو خوف من المشروع الحضاري الإيراني كله، الذي ربما تُتوجه الصناعة النووية. لكن إيران ليست فقط دولة تخصب اليورانيوم وتستطيع تسخير الصناعة النووية لمصلحتها ، بل هي دولة متقدمة بالمعنى الدقيق للكلمة. لديها صناعة تعدينية تنتج الحديد والصلب بمواصفات قياسية تخولها لتصديره إلى كل دول العالم. ولديها صناعة محركات إيرانية دون امتياز من أحد .. ومن يعدن ويصنع المعادن والمحركات ولن يقف في وجهه أي حائل‏

دون صناعة كل ما يريد. أضف إلى ذلك أن إيران دولة نفطية مستقلة بقرارها النفطي وغير النفطي عن العالم ، ولديها صناعة بيترو كيميائية متقدمة. وصناعات نسيجية متميزة ليس في السجاد فقط بل غيره الكثير ...وهي إلى ذلك دولة زراعية تنتج بكميات كبيرة العديد من المحاصيل ذات الأسواق الدولية ... هذا ناهيك عن السياحة.‏

كل ذلك أو معظمه حققته نهضة الشعب الإيراني المعاصرة رغم حصار العقوبات الجائر. واليوم إذ تنثني هذه العقوبات عن كاهل الشعب الإيراني ، وإذ تتاح له الصناعة النووية السلمية دون أي حرج ، فأي طيف لدولة سيكون لإيران في المنطقة.‏

إيران وفق هذا المنظور تؤكد للعالم أنه ليست إسرائيل وحدها مالكة ناصية العلم وتطبيقاته في المنطقة. ثم إن الوجود الإيراني في المنطقة هو بحكم وجود المنطقة كلها في الجغرافيا والتاريخ ، في حين ستعاني إسرائيل دائماً من الوجود اللاشرعي لها، ولاسيما أن القضية الفلسطينية ليست أبداً على طريق الحل. هذا ناهيك عن الفرق الكبير بين إيران وإسرائيل في الوجود المادي .. المساحة .. السكان ... وأيضاً الفرق المعنوي, حيث تطبق إيران شكلاً من أنظمة الحكم الديمقراطية يناسب خصوصيتها ، بينما تسعى إسرائيل جرياً وراء ديمقراطية عنصرية يهودية !! فهلا تستقيم الديمقراطية والعنصرية.‏

ذاك ما يخيف إسرائيل وليس أبداً السلاح النووي ، وهو سلاح ردع أكثر منه سلاح حرب لتحقيق انتصار.‏

أما الأقزام العرب ، بياعو النفط ومشترو تكنولوجيا العرض في الرمال ، فان وقفة جديدة واضحة المعالم للمارد الإيراني سيريهم حردباتهم ، ولا بد أن يسأل منهم سائل : أين نحن اليوم وأين أصبحت إيران ؟! القضية ليست أبداً قضية سلاح نووي ... إنها قضية الصراع الحضاري. فيه تتألق إيران ، وتفشل كل مخططاتهم لخلق العداء غير المبرر لإيران ، واستبدال العداء لإسرائيل به.‏

سيكون لإيران دور كبير في خدمة شعوب المنطقة وقضاياها وهذا سيفيدنا نحن السوريين في قضيتنا ...لكن ... يجب ألا ننسى أن السعودية التي خسرت معظم رهاناتها في المنطقة لن تجلس عاقلة بشكل تلقائي بل تحتاج من يعقلها. وإلا ستذهب بعيداً في التحالف مع العدو الصهيوني ! ، وستذهب أبعد لإثبات موجودية لها من خلال الأحداث في سورية.‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 698
القراءات: 725
القراءات: 699
القراءات: 797
القراءات: 657
القراءات: 770
القراءات: 715
القراءات: 769
القراءات: 699
القراءات: 739
القراءات: 637
القراءات: 730
القراءات: 729
القراءات: 695
القراءات: 735
القراءات: 866
القراءات: 611
القراءات: 909
القراءات: 1069
القراءات: 812
القراءات: 776
القراءات: 1087
القراءات: 977
القراءات: 759
القراءات: 913

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية