تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في الاتفاق الغربي - الإيراني

معاً على الطريق
الأربعاء 27-11-2013
علي نصر الله

في قراءة اتفاق جنيف بين الغرب وطهران بشأن الملف النووي الإيراني لا يمكن لأي مراقب إلا أن يتوقف عند المواقف الدولية والاقليمية من الاتفاق، وهو الأمر الذي سيقود بالضرورة إلى محاولة فهم موقفين اثنين فقط يكاد كل منهما أن يتطابق مع الآخر؛ هما موقف المملكة الوهابية « السعودية» وموقف «إسرائيل»، فما هواجس كل منهما، ولماذا يضع آل سعود مملكتهم في سلة واحدة مع اسرائيل؟.

وإذا كان الغرب مجتمعاً قد سجل - بعد أكثر من عشر سنوات من المماحكة والتهديد - تحولاً باتجاه الحوار مع إيران بدلاً من التناحر معها كقوة إقليمية تمتلك من أسباب القوة ما يؤهلها للعب دور إقليمي ودولي مهم، فلماذا يعزل آل سعود أنفسهم عن العالم بالتعبير عن موقف يكاد يتطابق مع موقف الكيان الاسرائيلي، وما الذي يمنعهم عن إظهار التباين في الموقف مع هذا الكيان الإرهابي؟.‏

موقف إسرائيل الهيستيري يكاد يكون مفهوماً انطلاقاً من أن إيران تلعب دوراً مهماً ضدها بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين والمقاومة اللبنانية وسورية؛ وليس انطلاقاً مما كان يلفق لها من أنها تسعى لامتلاك السلاح النووي، لكن على أي قاعدة يمكن للمرء أن يفهم الموقف «الوهابي السعودي»؟.‏

قال سعوديون: إن النوم سيجافي المنطقة بعد الاتفاق النووي الغربي الإيراني، وهدد آخرون بأن المملكة ستتحرك، وعبر بيان الرياض الرسمي عن مخاوف وتحفظات، فما الذي تبحث عنه الرياض، وما الذي تخشاه إذا كانت المنطقة تتسع للجميع؛ وإذا كانت المنطقة تستوعب أدوار الجميع وتحتاجهم مجتمعين؟.‏

لا شيء يبرر لمملكة آل سعود اعتراضها والجنون الذي اعتراها سوى أنها اكتشفت أنه لا مكان لها في المرحلة الحالية التي تجري فيها مراجعة تاريخية للعلاقات الدولية التي من شأنها أن تعيد ترتيب المسرح الدولي والإقليمي بناء على أسس وقواعد جديدة تأخذ بالاعتبار ما تمتلكه الدول من عناصر قوة حقيقية لا تمتلك «السعودية» منها شيئاً غير تبعيتها لأميركا.‏

منذ البداية كان واضحاً أن المشكلة مع إيران ليست في النووي، ومنذ البداية كان واضحاً أن الأمر يتعلق بإسرائيل وأمنها، ومنذ البداية كان واضحاً أن القصة تتعلق بالمشروع السياسي الايراني الذي انقلب على الشاه كأداة للغرب واسرائيل؛ وبالتالي كان الغرب يبحث عن إسقاط الثورة الايرانية واغتيالها واستعادة ايران الأداة، وقد فشل؛ ووصل مرغماً الى حتمية التصالح مع الواقع والاعتراف بطهران قوة اقليمية ونووية وعلمية واقتصادية لا يمكن تجاهلها؛ ولا يمكن لاستمرار التصادم معها أن يؤدي الى نتيجة.‏

وإذا كانت مملكة آل سعود تخشى من أن الدور الذي ستلعبه طهران في المنطقة قد يلغيها، فعليها أن تبحث عن مكانها قبل دورها الهدام الذي كانت تلعبه، وعليها أن تسعى لانتزاع دور ما غير دور العمالة القذر الذي لعبته تاريخيا، واذا عجزت، فعليها أن تتكيف مع الحقائق الجديدة التي يحاول سيدها الأميركي التكيف معها؛ وإلا فإن طوفان الإرهاب والفتنة الذي تغذيه لن يوفرها، فضلاً عن أن الأميركي ذاته الحريص على مصالحه في الخليج لن يتمسك بآل سعود؛ ولن يعدم الوسيلة لاستبدالهم واعادة ترتيب البيت الخليجي على أسس جاهلية أخرى قد تكون معاصرة هذه المرة !!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12015
القراءات: 1474
القراءات: 1193
القراءات: 1351
القراءات: 1311
القراءات: 1111
القراءات: 1368
القراءات: 1221
القراءات: 1350
القراءات: 1430
القراءات: 1431
القراءات: 1499
القراءات: 1774
القراءات: 1150
القراءات: 1222
القراءات: 1167
القراءات: 1531
القراءات: 1347
القراءات: 1320
القراءات: 1398
القراءات: 1348
القراءات: 1367
القراءات: 1347
القراءات: 1644
القراءات: 1349
القراءات: 1230

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية