ليست سوى عوائد مالية نفطية هائلة مع حجوم هائلة مثلها من البداوة والتخلف والعجز الحضاري , فقد أدرك ذلك المراقب أيضا , وبالإيحاء على الأقل , أن الدبلوماسية وحدها غلفت لب الدعوة التي وجهها الموفد الدولي للدولتين بأنها دعوة إلى وقف أعمالهما القذرة في تمويل وتسليح الإرهابيين المرتزقة العاملين في القتل والتخريب داخل المدن والبلدات السورية تنفيذا لإملاءات خارجية تتلقاها الدولتان إياهما .
دعوة عنان للسعودية وقطر تفصح عن معرفة وإدراك وفهم حقيقي لدى الموفد الدولي حول الأسباب الحقيقية للأزمة في سورية , وتؤكد مجددا أن ما يسمى « ثورة » في سورية ليس في الحقيقة سوى مؤامرة كبرى مدارة من الخارج ولا دور للسعودية أو قطر فيها سوى تنفيذ أجنداتها عبر الفيض المالي الذي تملكانه وعبر أجهزة مخابراتهما العاملة على استئجار المرتزقة الإرهابيين من كل أشتات العالم وتوظيفهم قتلة مأجورين لإحداث الفتنة في سورية وسفك الدم السوري .
وبالتالي , فإن دعوة عنان , هي رسالة واضحة ومحددة وصلت إلى كل أولئك الذين خططوا أو شاركوا بالأصالة أو بالنيابة في افتعال الأحداث وإشعالها في سورية , وبأن نجاح مهمته في هذا البلد إنما يتوقف على قطع دابر التدخل الخارجي واسع النطاق في شؤونها الداخلية , أقله وقف عمليات التمويل والتسليح واستئجار المرتزقة المأجورين , ومن اللافت هنا تزامن دعوة عنان إلى السعودية وقطر , مع انعقاد القمة التي جمعت الرئيسين الروسي والأميركي في سيؤول , والتي انتهت إلى إعلان مشترك بينهما يدعو إلى دعم مهمة الموفد الدولي وتوفير شروط نجاحها , وهذا تأكيد آخر بأن روسيا والولايات المتحدة تدركان شروط نجاح هذه المهمة جيدا , وأن على واشنطن أن تمارس سطوتها على وكلائها إذا كانت جادة في ما تدعيه سواء تجاه روسيا أو تجاه سورية !