الطبيعي أنه ما زال يخشى، أول ما يخشاه، سورية وحزب الله وإيران.. وبالتالي.. السر في اتجاه الكلام؟! فإن كان العدو الصهيوني يوجه حديثه لسورية وإيران وحزب الله .. «محور المقاومة» فهو كلام سفسطائي بلا معنى. لأن هذا المحور يعلم جيداً أن عدوان اسرائيل على سورية لم يتوقف يوماً ابتداء من العمل المسلح المباشر و ليس انتهاء عند دعم الارهاب.
يعيش الصهيوني اليوم في حالة الحيرة التي تفرضها عليه، حلاوة الجو من حوله. الصهيوني لم يحلم يوماً أن تصل أوضاعه في عدوانه الوجودي الدائم على الشرق وفلسطين والدول العربية إلى مثل هذه الفرص التي من شدة توافقها مع رغباته العدوانية لم يعد يعرف ما الذي يمكن أن يستغله فيها.
أمام الانهيار العربي التاريخي القائم اليوم، من ارهاب الشرق إلى تخاذل المغرب والخليج وليس انتهاء بشواطئ البحر الأحمر وغزة.. ماذا بقي للصهاينة أن يفعلوه؟ لقد قدم لهم العرب من المحيط إلى الخليج ما لم يكن يحلمون به، فما الخطوة التالية...؟
هذه رسالة ليست لسورية ولا سيما في وضعها الراهن، وليست لحزب الله فهذا لديه أجوبة أخرى تختلف، وليست لإيران التي مازالت تتحدى اسرائيل عل مدى عقود متتالية حتى أصبحت الهم اليومي الذي لا مفر منه ولاسيما مع تحالفها الدائم الذي لم يختش رغم قساوة الظروف التي مرَّ بها.. والأطراف الثلاثة لا يفاجئها كلام نتنياهو مهما بلغ في... هذا كلام موجه لأطراف هي في حالة حوار مع العدو الصهيوني... يريدون تصفية القضية..
يريد نتنياهو أن يقول لهم: القضية منتهية وقد صفيتها أنا منذ كانت معاناة الجسد السوري.. وانشغال حزب الله و ايران مع سورية في أزمتها.. فتواضعوا فيما تريدون أن تمنوا به على اسرائيل.. اسرائيل اليوم هي التي تعطيكم ولا تستجديكم.. فقدموا ما لديكم..
يقول:
لسورية وحزب الله وايران فقط نحسب حساباً ونحن مستمرون في تحدي الهدوء .. أما أنتم فإنكم في وضع لا بد من تذكيركم فيه بحاجتكم المستمرة لإسرائيل وإلا فسنتوقف عن دعمكم .. لذلك لا يمن علينا أحد بوعد أو صمت أو فحصة عنز... في ارض يابسة أو مياه بحر أو نهر.
As.abboud@gmail.com