تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حين تحاصرنا الحياة؟!

رؤية
الأثنين 12-3-2012
سعاد زاهر

في لحظة... وأنت تمضي في قراءة إحدى رواياته الغارقة غالبا في صراع تراجيدي.. متعدد الاوجه (المستنقع، بقايا صور، المصابيح الزرق...) يعيدك حنا مينة مراراً الى واقع تتفنن في آلية الهروب منه،

تبحث في تلك الروايات عن إمكانية أن تمضي الى عالم يعيد اليك بعضا من اتزانك... فاذا به يومي اليك انما خلقنا لنكون أبناء للمآسي.. تأبى أن تفارقنا الا لفترة قصيرة لتجعلنا نتذوق بعضا من حلاوة العيش.. فاذا بها تنقض علينا، لتعيدنا سريعا الى أحضانها، ناسفة أي أمل لنا بحلم جميل...‏

حالياً كثر منا يشبهون أبطال روايات (حنا مينة) الروائي الذي سحرته المعاناة فتشبث بها ابداعيا لتلهمه حتى جعلت من رواياته مرتعا خصبا لنمو شتى أشكالها الابداعية تتقاذف الاقدار ابطاله وترمي بهم حيث تشاء حتى لتخال ان مصيرهم (افلت) من بين يدي الكاتب.. ومضى بهم الى حيث يشاء تاركا الكاتب في حيرة من أمره...!‏

كيف تمكن من صياغة كل هذه المآسي... كيف تمكن شدنا اليها ونحن الهاربين الى أجواء تنسينا كل ما نقاسيه... ربما حين تحاكي المأساة بقراءاتك لها... تستكشف كيف يتفنن أبطالها ليس بالاستعانة بكل الخيارات الممكنة للعيش بل كيف يستنفدونها مراراً وكيف يخترعون وسائل بديلة منعا للاستسلام مهما علا شأن المصائب...‏

عادة حين نبدأ بالتعرف على عوالم أديب أو روائي ما.. مهما كانت عظمته وأهمية ما كتب عنه.. ان لم نجد بعضا من ذاتنا في كتاباته... فإنه في لحظة لايعني لنا شيئا... نريد من يعيننا على فهمها.. من يفتح أرواحنا على زوايا لم نكن نحلم بالولوج اليها يوما...‏

والاهم أننا نريد فعلا من ينقذنا من المآل الذي وصلنا اليه الآن أكثر من اي وقت مضى... ولو بفكرة بكلمة يمكنها ان تجرنا ولو الى حين من هذا الالم الغارقين فيه جميعا...‏

حنا مينة ينجح مرات عديدة في جعلنا نقترب من ذواتنا الهشة تارة.. القاسية مرات كثيرة لا لنتشبث بها فحسب... بل لنتخلى عنها بحثا عن ذات جديدة يمكنها أن تصبح أصلب حتى لاتتمكن أي نكبة من هزيمتها على العكس.. قد تفكر الملمات بالهرب منها.‏

soadzz@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سعاد زاهر
سعاد زاهر

القراءات: 11315
القراءات: 849
القراءات: 904
القراءات: 858
القراءات: 1027
القراءات: 858
القراءات: 879
القراءات: 838
القراءات: 842
القراءات: 877
القراءات: 898
القراءات: 873
القراءات: 902
القراءات: 906
القراءات: 937
القراءات: 965
القراءات: 945
القراءات: 965
القراءات: 937
القراءات: 1040
القراءات: 952
القراءات: 1005
القراءات: 1012
القراءات: 1021
القراءات: 805
القراءات: 868

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية