تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القاهرة- نيويورك - دمشق : ماراثون سياسي

إضاءات
الاثنين 12-3-2012
د. خلف علي المفتاح

ما شهده اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وتباين المواقف الذي جرى التعبير عنه من قبل وزيري خارجية المملكة العربية السعودية وقطر، يظهر مدى التخبط الذي تعيشه الجامعة العربية،

وغياب الرؤية الاستراتيجية فيما يتعلق بالأزمة السورية، وربما لم يفهم بعض الساسة المجتمعون الرسائل الهامة التي حملها حضور وزير خارجية روسيا الاتحادية ودلالاتها، التي يفترض أن تؤخذ بالاعتبار عند الحديث عن أي توجه عربي في مقاربة الحالة السورية.‏

فروسيا العائدة بقوة الى المشهد الدولي وعبر بوابة مجلس الأمن، ومن خلال أزمة سورية في جغرافيتها، وإقليمية ودولية في آثارها وتداعياتها، يفترض أن تشكل انطباعاً عند المجتمعين بأن روسيا أصبحت اللاعب الأساسي على خطوط الأزمة الخارجية، وان رؤيتها للحل هي الأساس في اي تفاهم دولي يحدد خريطة طريق للخروج الأمن، وغير المكلف منها، فوزير خارجية روسيا افتتح كلمته بعبارة يفترض ان تفهم بشكل جيد عند من يقرأ في سفر السياسة، بقوله إن روسيا تدافع عن قواعد القانون الدولي، وهذا يعني ضمنا ان ما جرى الاشتغال عليه من مشاريع القرارات سواء أكان في مجلس الجامعة ام مجلس الأمن، هو مخالف لتلك القواعد وهو ما سيكون مصيره الفشل حال التفكير به في أي مسودة مشروع قادم قد يقدم الى مجلس الأمن، إضافة الى ان الوزير الروسي قد حدد للوزراء العرب رؤية روسيا للحل، والمتمثلة برفض كل أشكال التدخل الخارجي في الشأن السوري وتحت أي مسمى أو غطاء، وان العنف يجب ان يتوقف من كل الأطراف وليس من قبل السلطة السورية، واتخاذ الحوار الوطني الشامل طريقا للخروج من الأزمة وإطارا للإصلاح، ولا شك ان هذه النقاط تتقاطع في جوانب كثيرة منها مع الرؤية السورية الرسمية، ومعظم أطراف المعارضة الوطنية الداخلية وأغلبية الشعب السوري، والمعبر عنها بالتصويت للدستور الجديد الذي يرى فيه أكثرية السوريين مخرجا حقيقيا من الأزمة، ومتضمنا رغبتهم في الإصلاح السياسي الشامل.‏

ان ما يثير الكثير من مظاهر السخط والغضب ما جاء على لسان وزيري خارجية قطر والسعودية، فالواضح أن الوزير القطري ما زال مسكونا بنصر وهمي حققه الناتو في ليبيا يفتخر بانتسابه إليه مناصفة مع الصهيوني برنار هنري ليفي، معتقدا ان النجاح في ليبيا يجعله مؤهلا أكثر من غيره ليمارس دور مقاول حروب وتاجر دماء، وهذه المرة على حساب السوريين دون أن يدرك المخاطر التي يحملها خيار كهذا، والثمن الباهظ والتكلفة السياسية المترتبة على ذلك حيث لا هو ولا امارته الواعدة قادرين على تحمل تبعاتها الحاضرة والمستقبلية، ناهيك عن تداعياتها على أمن المنطقة واستقراها، وانعكاس ذلك على دول العالم خاصة الوازنة منها لكونها شرياناً مهماً يرفد الاقتصاد العالمي بكل أسباب الحياة، مع الأخذ بالاعتبار ان كل ما يجري فيها من أحداث له انعكاساته الحاضرة والمستقبلية على الأمن القومي لدول كبرى كروسيا والصين، وهو ما يفسر درجة اهتمام كل منهما بالاحداث التي تشهدها الساحة السورية.‏

والحال هذه، تبدو المعادلة الدولية مقايسة مع ما تستبطنه الحالة السورية من مواقف، وما يمكن ان تشهده من مفاجآت غير سارة للبعض، شديدة الحساسية وذات ايقاع حاد وسريع، توجب على اولئك العابثين بالدم السوري مراجعة مواقفهم بشكل سريع، وجعلها اكثر توازناً وحكمة، وولوج مسار الحلول السلمية لا الدفع باتجاه رفع منسوب الدم والتصعيد عبر المنصات الاقليمية والدولية، اذا اريد لهذا الماراثون السياسي الدولي الوصول الى نهايات سعيدة!‏

khalaf.almuftah@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11429
القراءات: 1124
القراءات: 881
القراءات: 1038
القراءات: 905
القراءات: 970
القراءات: 991
القراءات: 946
القراءات: 1014
القراءات: 966
القراءات: 1029
القراءات: 943
القراءات: 972
القراءات: 1008
القراءات: 1060
القراءات: 1022
القراءات: 1127
القراءات: 1099
القراءات: 1017
القراءات: 1078
القراءات: 1027
القراءات: 1052
القراءات: 1080
القراءات: 1105
القراءات: 1370
القراءات: 1259

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية