تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العارفون والمعروفون

معاً على الطريق
الاثنين 12-3-2012
أنيسة عبود

أنت تعرف , وأنا أعرف أن بعض الفاسدين والمفسدين يتحدثون الآن عن الحرية والديمقراطية أكثر مني ومنك ..

ونعرف ..أن معظم المرتكبين الذين أقيلوا من مناصبهم سابقا» ولاحقاً» تحولوا إلى تجار يبيعون الحرية في دكاكين العربان وقد خلعوا عنهم رداء الكرامة وباعوا الوطن بإقامة في فنادق البترول ..لا يعانون من قطع الكهرباء ولا من احتكار السكر والأرز ولا من صقيع الغلاء .‏

وحين تناديهم الفضائيات الكاذبة يهرعون لتلبية نداء الفضيحة ..يكذبون .ويتبارون مع المذيع ..من أكذب من الآخر ؟..ومن الذي سيحرض أكثر على سفك دمنا ..وتخريب بلدنا ..وقطع أرزاقنا ..ثم يتسابقون بالبكاء علينا ..‏

لكن كما قلت سابقاً ( حارتنا ضيقة ونعرف بعضنا)‏

ونعرف أنهم سرقوا ونهبوا وفسدوا وارتشوا .. وصارت لهم عصا غليظة في الدولة وفي المجتمع ..باعوا فينا واشتروا. وبثمننا بنوا القصور والمزارع والشاليهات والمنتجعات .أما زوجاتهم المصونات ..فمنهن من تصّيف في كان ..أو تشتّي في جزر الواق الواق ..ومنهن من تحولت إلى مبدعة كبيرة ..أو فنانة قديرة ..وويل ثم ويل لمن يشكك بعقلها وموهبتها,, أما أولادهم ..فقد سطوا على المناصب المهمة أو تحولوا إلى رجال أعمال يتعهدون كل شيء حتى الهواء ...واليوم هم الذين يتعهدون دمنا ويبيعونه لأشباه الرجال لأن الرجال قليل .‏

....................................................‏

ولكن ..وبعد أن هطل دمنا كثيرا ..‏

وبعد أن تهددت لقمة عيشنا وأمننا وبلدنا و خسرنا آلاف الشهداء من شبابنا الذين كنا نعول عليهم في بناء الوطن وبناء المجتمع ,,وبعد قهر الأمهات العظيم ومعهن آلاف اليتامى وآلاف الأرامل والثكالى ..نتساءل وبقهر وغضب ,من أتى بهؤلاء المخربين العاقين إلى إدارات ومؤسسات الدولة ؟‏

من رشّح أنصاف رجال ليصيروا قادة مجتمع ؟..ومن رشح أنصاف موهوبين ليتسلموا قرارنا. ويقرروا عنا .ولماذا لم تسمعنا الدولة حين شكونا منهم ومن فسادهم ؟ألم يكونوا معروفين ؟ ألم تكن رائحتهم تزكم الأنوف ؟‏

لماذا كان المرتكبون يتنقلون من منصب إلى آخر , ولسنوات طويلة ؟ ومن لجنة إلى أخرى ؟؟ومن مهمة إلى مهمة أعلى .. فارتفعت قصورهم وانتفخت جيوبهم وصار لهم أزلام ومريدون ..وصارت عصاهم غليظة لدرجة طالت كل من تسول له نفسه لأن يشير ..مجرد إشارة ..إلى فسادهم وإلى طغيانهم ..‏

هل نحن بصمتنا صنعناهم .؟‏

وهل نحن بخوفنا خلقناهم ..؟‏

هل نموا واستطالوا على يأسنا ؟‏

ربما هذا بعض الحقيقة ..ولكن بعض الحقيقة الآخر هي أننا شكونا وكتبنا ولم يسمعنا أحد .وصرخنا حتى الملل والكلل ..تمنينا أن يسأل أحد عن مصدر ثرواتهم ومن (أين لك هذا ؟) وتمنينا أن يصدقنا العارفون بخفايا الأمور . فدرجنا على (لا علاقة لي) أحيانا كان قول الحقيقة مرا وقد يكلف المرء موقعه ..وكرسيه ..وربما هذا ما حصل مع كثيرين ..ومنهم أنا وغيري ..لذلك آثرنا الصمت ..واكتفينا بالتأفف الخفي من الفساد والفوضى ,معتبرين أن لا جدوى من الكلام .مع الاعتراف أننا أخطأنا حين صمتنا .‏

ولكن ..ها هو الدم قد تكلّم ..وروى أرض الوطن ..جاء آذار ..وأزهرت شقائق النعمان الحمراء ..ودفع الفقراء والمخلصون للوطن دمهم من جديد ..بينما فرّ المرتكبون من جديد من العقاب ..هكذا هو التاريخ يعيد سيرته الأولى ..الفقراء والشرفاء دائماً يدفعون الثمن ..وفقراء بلادي الآن وشرفاؤها هم الصابرون المقاومون ..هم الذين يسيل دمهم على أرض سورية لا يطلبون جزاء ولا شكورا ..‏

لكن ..ومن أجل الشرفاء ..ومن أجل الشهداء ..وكرمى لدموع الأمهات ..علينا أن نصبر لنكفكف وجع اليتامى ..وعلى سورية الأبية أن تبقى أبدا سورية الأبية - رغم أنف الطغاة – ليرتاح الشهداء الذين (هم أحياء عند ربهم يرزقون).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أنيسة عبود
أنيسة عبود

القراءات: 690
القراءات: 821
القراءات: 735
القراءات: 698
القراءات: 735
القراءات: 659
القراءات: 683
القراءات: 882
القراءات: 929
القراءات: 762
القراءات: 736
القراءات: 776
القراءات: 763
القراءات: 859
القراءات: 758
القراءات: 752
القراءات: 741
القراءات: 825
القراءات: 735
القراءات: 885
القراءات: 744
القراءات: 791
القراءات: 878
القراءات: 960
القراءات: 764

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية