تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ليس بهذه السرعة...!!

رؤيـة
الثلاثاء 11\2\2014
سعاد زاهر

أتى يومها قادما إلي من قاعة التدريس بقامته المربوعة.. في موعده تماما.. ليحدثني أمام كاميرا البرنامج الذي كنت أعده في ذلك الوقت.. عن مشكلات مسرحنا السوري.. ومسرحنا العربي.. ولولا طبيعة البرنامج التعددية.. حينها.. لألغيت كل الفقرات الأخرى.. والضيوف المشاركين.. وأبقيت فقط على حواري مع الناقد الأكاديمي والمسرحي العتيق.. نديم معلا.. باستطاعتك الجلوس معه سواء أمام الكاميرا.. أو الورقة كما فعلت مرارا.. لنقل بعض من أفكاره إلينا.. والى جيل لم نتمكن يوما من اقناعه أن المسرح.. هو ابو الفنون جميعا.. إلا نظريا!

يأتيك دوما بجدية لم يتخل عنها أبدا.. جدية تنسحب على حياته المهنية التي كرسها كليا للمسرح.. لم يفقد.. ايمانه به.. وكان يحاول التعاطي معه بايجابية بثت الروح فينا نحن الذين كنا نلتقيه في مناسبات مسرحية عديدة..‏

حينها كان يحدثنا عن المشكلات والعوائق.. بمنطق المؤمن بازلتها.. والمصر على التعاطي مع المسرح بوصفه الوسيلة الأكثر عمقا والأكثر حاجة لنشر البعد التنويري في مجتمعاتنا المستترة خلف كوارث.. !‏

ومع ذلك بقي المسرح الأكثر تهميشا و بعدا.. عن أي استراتيجيات عربية تقوي من حضوره.. وتحض على استمراره.. بدلا من ان يصحو كل هذا الجهل لينهشنا.. دون أن نقوى على صده.. !‏

هو من جيل مختلف.. تربى على الإيمان بما يفعل.. جيل يذكرنا بسعد الله ونوس.. فواز الساجر، ممدوح عدوان...ترك أثرا لايمحى.. غادرتنا أجسادهم.. وبقيت عقولهم.. نعود إليها.. والغصة لاتفارقنا..‏

لم أعتقد انني سأعود بهذه السرعة الى ذكراه.. رغم انه في الستينات.. من عمره ولايزال بإمكانه اغناء مكتباتنا بالمزيد من الكتب.. !‏

رحل.. في قريته التي اختار المغادرة إليها.. هاربا من كآبة دمشق.. الغارقة في مآسيها.. والتي صحونا فجأة من حلم وجودنا فيها.. لنراها وقد بدأت بالتنكر لنا.. !!‏

مآس لم يتوقع أي منا أننا سنحياها يوما.. ولاشك أنها عجلت برحيله.. وللرحيل الآن.. وجع لم نعرفه.. قط.. !‏

ربما لم يتوقع هذا الاهتمام برحيله.. اذا إن الصحافة الورقية ومعظم المواقع الالكترونية رثته.. كل على طريقته.. ولكن الغريب تكرار بضعة اسطر تتعلق بسيرته الذاتية احتوت انتقاله للتدريس بين دمشق،والكويت.. ترجماته،ومؤلفاته.. معلومات تبدو للوهلة الأولى قليلة الا أن المتعمق في البعد المسرحي يحتاج لسنوات للغوص في نتاجه soadzz@yahoo.com">كله...!‏

soadzz@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سعاد زاهر
سعاد زاهر

القراءات: 11389
القراءات: 884
القراءات: 950
القراءات: 898
القراءات: 1068
القراءات: 896
القراءات: 917
القراءات: 873
القراءات: 891
القراءات: 922
القراءات: 935
القراءات: 907
القراءات: 936
القراءات: 942
القراءات: 976
القراءات: 1004
القراءات: 988
القراءات: 1007
القراءات: 980
القراءات: 1081
القراءات: 997
القراءات: 1042
القراءات: 1048
القراءات: 1060
القراءات: 837
القراءات: 903

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية