هل هو النصر إذاً... أم طلائعه.. ؟
أكثر من تعليق و كلام بحسن أو بسوء نية، ألمح إلى أن الجيش على الطريق لوضع دمشق في حالة الأمان الكامل.
هل أنجزت المهمة و انتهت الحكاية إذاً ؟
لم تنجز المهمة بعد ولم يتحقق النصر!
مهمة الجيش الوطنية التاريخية أن يعيد وحدة و سيادة واستقلال الوطن، ذاك الذي لن يكون و على أرض سورية مسلح واحد يأخذ سلاحه وتمويله و أوامره من الخارج... عندما ننهي وجود الارهاب دون أي احتمالات أخرى.
أما أمان دمشق ؟ فهو على أهميته و ضرورته و دوره ليس أبداً الغاية النهائية ولا النصر المؤزر ؟! حدود دمشق هي حدود سورية... من طوروس إلى بادية الشام.. ومن المتوسط إلى حدود العراق. بل... إن في هذا الكلام المتواتر عن أمان دمشق، حالة كسل – على الأقل - إن حسنت النيات. وربما فيه نزعة تقسيمية إن ساءت هذه النيات.
والنصر لن يكون إلا على العدو الصهيوني و باستعادة الجولان المحتل دون أي تنازل عن القضية الفلسطينية التي هي أصل الحكاية. أي تراخٍ في ذلك يضع المعتدين أمام النصر لهم مهما عظمت ألإنجازات، إما أن نكون سورية وإما لا نكون... إما أن نكون دمشق المدينة الجميلة و إما أن لا نكون. ولم يخطئ الذين قالوا أن سورية مستهدفة بوجودها من خلال استهداف استقلالها و قرارها و سيادتها... و هو ما يتمثل بمواقفها من كل قضايا الأمة و المنطقة، هكذا فقط تكون سورية... و لو أنها قبلت الإملاءات لما كانت حرب ولا ضحايا ولا... سورية!
نحن لم نكتشف الكذبة اليوم... ؟ قالوا: حرية... قلنا: هذا حق ونريد الحرية.... قالوا: ديمقراطية... قلنا: نريدها و نحتاجها.. وعندما قدَموا و قدّموا وجوههم المريعة و أدواتهم المريبة... لم يبق لأي صاحب حق أو طلب أن يتعلل بالكذبة.
لم تنتصر سورية بعد... لكنكم لم و لن تنتصروا عليها... ولأنكم الغزاة المعتدون.... فبمجرد صمود سورية تقودها دمشق أنتم مهزومون. لن تطول الحكاية طويلاً كي تعلنوا الهزيمة معترفين أن ثمة سورية في هذا العالم لا يمكن تجاوزها أو القفز من فوقها. نقدر وعورة الطريق والتضحيات المطلوبة... لكن... لا يمكن لدمشق إلا أن تكون مدينة جميلة.