تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أتبرع بحصتي من الزعماء العرب

ثمَّ إنَّ
الاربعاء 9/8/2006م
أسعد عبود

هذا العالم وادعائه الديمقراطية, هل يسمح لي بكلمة ?!

هل يسمح لي أن أقول: رأيت العرب في مؤتمرهم ببيروت يلفظون أنفاسهم الأخيرة.. لقد هدمت إسرائيل فيهم أكثر مما هدمت في لبنان وفلسطين.. واحتلت منهم أكثر مما تحتل في الجولان وفرضت عليهم شروطا أعقد من شروط (تحرير) سيناء واتفاقيات أوسلو ووادي عربة.‏

العرب فوق الدمار كانوا حياديين.. لم يدعوا الحياد.. بل كانوا حياديين وقد حفظوا الدرس جيدا.. لكن أمريكا ترتكب خطأنا نفسه نحن أبناء الشعب العربي.. فهؤلاء الذين تراهن عليهم سبق وأن راهنا نحن عليهم, ويا خذلتنا من كل ما فعلوا وقدموا وبنوا ولم يبنوا..‏

مشكلتنا معهم أنهم فشلوا في كل شيء.. وبالتالي هم فاشلون ..قد يكون فشلهم مكسبا للطغاة والمهيمنين على العالم والساعين للسيطرة عليه.. لكن هذا لا يكفي كي تدفع هذه القوى بنسا واحد لشرائهم.. ودون شراء تستطيع تقبل كهبة من ملايين العرب دون ريب حصتهم في هؤلاء الزعماء والقادة.. أنا شخصيا أتبرع بحصتي منهم إلى من يقبلها دون تردد ولا أريد حتى كلمة شكر من أي قابل للهدية.. لكن أشترط عليه فقط أن يسقط حقه في رفض الهدية التبرع أو الهبة.. يأخذ حصتي فيهم دون حق الترجيع ومعهم أيضا على البيعة من يعرف بمجموعة 14 آذار المذنبة في كل شيء.‏

تخيل الوزراء العرب في بيروت أنه طالما ثمة مشروع لتمزيق الراية العربية الأولى في هذا الزمن الأغبر (حزب الله) فلا بأس من بعض التراجع.. لا..لا.. لا يظن أحدكم أنهم خجلوا من انتصارات المقاومة أو من طوفان الدم أو من صمود لبنان.. هذا غير صحيح وبالمطلق.. إنهم يريدون بأن يفجعوا ذاك الذي أفجعهم بأحلامهم المتقاعسة الكسولة المليئة بالزهري والسفلس والإيدز والمال والألقاب.. أن يفجعوه بشرف المقاومة وحلم النصر على المغتصب وإعادة الحقوق..‏

إن تحقق لهم لا قدر الله أن يصلوا إلى ما يبتغون ويشهدون ما يملأ قلبهم بالفرح والسعادة .. ستكون أكبر الهزائم رغم الانتصار العسكري..‏

إن إسقاط حزب الله كحالة مقاومة فريدة من نوعها, سيتحول إلى سقوط للفكر العربي المقاوم وثقافة المقاومة لا سيما منها تلك التي انتشرت إلى مداها الأوسع مع تحرك حزب الله.. لبناء الشكل المتميز لبنية التنظيم المقاوم وثقافة المقاومة..‏

حزب الله هو التنظيم الذي لم يطلق رصاصة يوما ليزيح خصما سياسيا.. ولم يقتل مدنيا.. ولم يقصف على أهداف غير محددة بدقة إلا عندما اضطر لإفهام العدو بأن ما يرتكبه يمكن لغيره أن يفعله.. ومن أجل إيقاف همجية التفكير والتدمير الذي مارسته إسرائيل..‏

وهو إلى ذلك بنية قتالية متميزة بالنظافة والإيمان والعقيدة والمقدرة والعلم والجهد..‏

هل يترك الزعماء العرب مثل هذه الحالة تمر..?‏

هل يتركونها تنتصر..?‏

بماذا يغطون وجوههم بعد ذلك..?‏

لقد حرم العرب حزب الله ولبنان من العمق الاستراتيجي والشعبي.. بل وزعوا نظرة ريبة أن تشكل سورية ومن بعدها إيران هذا العمق..‏

لكن.. هذا كله يصنع لنا موعدا مع النصر.. سيكون يوم لا يكونون.. أعني هؤلاء الزعماء.‏

a-abboud@scs-net.org‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 08/08/2006 23:58

لأن حزب الله الرائع هكذا: يوجه سهامه للعدو مباشرة , ولايلتهي بالتنظير الفارغ ولابالمهاترات مع الخونة والمتأمركين والمتصهينين فإن جميع المسؤولين العرب ضده على طول الخط,والإستثناء في سورية العربية نادر وغريب هذه الأيام, وأما تبرع الكاتب بحصته من الزعامة العربية فأنا أتبرع بكل الزعامة العربية من المحيط للخليج ومن غير تردد عسى الله لايجمعني معهم ولامع جوقتهم وحاشيتهم لادنيا ولاآخرة.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 789
القراءات: 818
القراءات: 808
القراءات: 901
القراءات: 748
القراءات: 868
القراءات: 812
القراءات: 858
القراءات: 788
القراءات: 834
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 900
القراءات: 858
القراءات: 1184
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية