| أتبرع بحصتي من الزعماء العرب ثمَّ إنَّ هل يسمح لي أن أقول: رأيت العرب في مؤتمرهم ببيروت يلفظون أنفاسهم الأخيرة.. لقد هدمت إسرائيل فيهم أكثر مما هدمت في لبنان وفلسطين.. واحتلت منهم أكثر مما تحتل في الجولان وفرضت عليهم شروطا أعقد من شروط (تحرير) سيناء واتفاقيات أوسلو ووادي عربة. العرب فوق الدمار كانوا حياديين.. لم يدعوا الحياد.. بل كانوا حياديين وقد حفظوا الدرس جيدا.. لكن أمريكا ترتكب خطأنا نفسه نحن أبناء الشعب العربي.. فهؤلاء الذين تراهن عليهم سبق وأن راهنا نحن عليهم, ويا خذلتنا من كل ما فعلوا وقدموا وبنوا ولم يبنوا.. مشكلتنا معهم أنهم فشلوا في كل شيء.. وبالتالي هم فاشلون ..قد يكون فشلهم مكسبا للطغاة والمهيمنين على العالم والساعين للسيطرة عليه.. لكن هذا لا يكفي كي تدفع هذه القوى بنسا واحد لشرائهم.. ودون شراء تستطيع تقبل كهبة من ملايين العرب دون ريب حصتهم في هؤلاء الزعماء والقادة.. أنا شخصيا أتبرع بحصتي منهم إلى من يقبلها دون تردد ولا أريد حتى كلمة شكر من أي قابل للهدية.. لكن أشترط عليه فقط أن يسقط حقه في رفض الهدية التبرع أو الهبة.. يأخذ حصتي فيهم دون حق الترجيع ومعهم أيضا على البيعة من يعرف بمجموعة 14 آذار المذنبة في كل شيء. تخيل الوزراء العرب في بيروت أنه طالما ثمة مشروع لتمزيق الراية العربية الأولى في هذا الزمن الأغبر (حزب الله) فلا بأس من بعض التراجع.. لا..لا.. لا يظن أحدكم أنهم خجلوا من انتصارات المقاومة أو من طوفان الدم أو من صمود لبنان.. هذا غير صحيح وبالمطلق.. إنهم يريدون بأن يفجعوا ذاك الذي أفجعهم بأحلامهم المتقاعسة الكسولة المليئة بالزهري والسفلس والإيدز والمال والألقاب.. أن يفجعوه بشرف المقاومة وحلم النصر على المغتصب وإعادة الحقوق.. إن تحقق لهم لا قدر الله أن يصلوا إلى ما يبتغون ويشهدون ما يملأ قلبهم بالفرح والسعادة .. ستكون أكبر الهزائم رغم الانتصار العسكري.. إن إسقاط حزب الله كحالة مقاومة فريدة من نوعها, سيتحول إلى سقوط للفكر العربي المقاوم وثقافة المقاومة لا سيما منها تلك التي انتشرت إلى مداها الأوسع مع تحرك حزب الله.. لبناء الشكل المتميز لبنية التنظيم المقاوم وثقافة المقاومة.. حزب الله هو التنظيم الذي لم يطلق رصاصة يوما ليزيح خصما سياسيا.. ولم يقتل مدنيا.. ولم يقصف على أهداف غير محددة بدقة إلا عندما اضطر لإفهام العدو بأن ما يرتكبه يمكن لغيره أن يفعله.. ومن أجل إيقاف همجية التفكير والتدمير الذي مارسته إسرائيل.. وهو إلى ذلك بنية قتالية متميزة بالنظافة والإيمان والعقيدة والمقدرة والعلم والجهد.. هل يترك الزعماء العرب مثل هذه الحالة تمر..? هل يتركونها تنتصر..? بماذا يغطون وجوههم بعد ذلك..? لقد حرم العرب حزب الله ولبنان من العمق الاستراتيجي والشعبي.. بل وزعوا نظرة ريبة أن تشكل سورية ومن بعدها إيران هذا العمق.. لكن.. هذا كله يصنع لنا موعدا مع النصر.. سيكون يوم لا يكونون.. أعني هؤلاء الزعماء. a-abboud@scs-net.org
|
|