من عدوان إسرائيلي همجي طال البشر والحجر والشجر لا سيما وأن هذا العدوان المستمر منذ شهر أحدث بؤرة توتر جديدة تضاف إلى بؤر التوتر القائمة في المنطقة ما يؤثر بشكل عام على واقع الاستثمار وحجمه خلال العام الجاري وهو العام الذي تنبأت مصادر حكومية بأن يكون عاماً غنياً بالاستثمارات على اعتبار أن إمكانات سورية للاستثمار لا تزال اكثر مما هو مستثمر.
لكن وبعكس التوقعات فقد جاء على لسان أكثر من مصدر حكومي أن حركة الاستثمار مستمرة لدرجة أن وزير الدولة لشؤون الاستثمار يؤكد أن هناك مستثمرين قدموا إلى سورية خلال هذه الظروف ويفكرون بإقامة مشاريع, وكذلك المستثمر المحلي يتابع شؤونه وهناك مشاريع ضخمة يتم الإقلاع بها الآن ما يعني أن البلاد لا تزال تتمتع بثقة كبيرة لدى المستثمرين.
وباعتقادنا أن ما أكدته المصادر الحكومية بأن حركة الاستثمار مستمرة ليس مستغربا حيث أن العام الماضي كان عام الاستثمار بامتياز وهو العام ذاته الذي تعرضت فيه البلاد إلى ضغوطات كبيرة على خلفية التحقيق في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق, ورغم ذلك فقد كان عاماً مهماً عاشته سورية على صعيد الاستثمار من خلال حجم المشاريع ونوعيتها, فالضغوطات والظروف التي تتعرض لها سورية ليست جديدة فهي كانت منذ سنين وما زالت تتعرض لذات الظروف نتيجة مواقفها المعروفة وصمودها فهي اختارت الصمود والمقاومة في كل ما تتعرض له وبالتالي هذا لن يجمد حركة الاستثمار ولا حركة النمو الاقتصادي عموما.