لم يعهده الأدب العالمي من قبل, وعلى النحو الذي جاء فيه , ما يجعله في الواقع , من الكتب الفريدة , لاسيما أن مضمونه , يعرض لأمرين , أولهما تجربة ( يوسا) نفسه في كتابة الرواية , وثانيهما رؤيته في الفن الروائي الذي أخلص له.
ولعل تقسيم الكتاب الى فصول , وهي عبارة عن رسائل يجيب فيها ( يوسا) على استفسارات أديب شاب , قد جعل من هذه الرسائل أو الفصول , بالغة المتعة , ويمكن فهمها واستيعابها في نطاق ما قدمه من معلومات وآراء مستقاة من تجربته الخاصة , أو تجارب الآخرين , ولكن ضمن سياق المخاض الذي عاشه هو عبر رحلته مع الكتابة والأدب.
على أن أهمية الكتاب الحقيقية , تكمن في أن ماريو بارغاس يوسا , يعرض لاهم الروايات التي قرأها وتأثر بها , ويستعرض عبرها فنية الكتابة الروائية واشكالياتها والادوات اللازمة لجعل جسد الرواية أكثر تماسكاً وصلابة.
وبما أن الكتابة بشكل عام هي دفاع عن النفس ضد القبح في الحياة , فإن ( يوسا) رغم ذلك , يرى أن حرية الكاتب في اختيار موضوعاته هي حرية نسبية وربما غير موجودة أيضاً , الامر الذي يجعل من الادب حالة لا شعورية أو واقع افتراضي يسعى إليه الكاتب , أي كاتب رغم صوابيتها جميعاً .