فعندما يُقرر من نصبَّوا أنفسهم قادةً لشعوبهم أن يسلموا مصيرهم لأمير مشيخة قطر، لن يكون مصير الأمة ولا مستقبلها بخير، وحال ما تعيشه أمة العرب من تمزق وتشتت وتآمر الأخ على شقيقه، يحمل بين طياته مؤشرات خطرة جداً لما ينتظر هذه الأمة من أهوال وأخطار ومذابح.
في قمة الدوحة الأخيرة ترك “الإخوان العرب!!” لمشتري الجامعة العربية أن يقرر من يجلس على مقعد سورية، ليس لقناعتهم على الإطلاق” بحكمة هذا الشيخ وديمقراطيته وحريته أو حرصه على الدم والمستقبل العربي”، وإنما خوفاً من شره المستطير وماله الذي لا يعرف طريقاً لما يفيد العرب، ويضمن كرامتهم، وعلمهم بتفوقه على البعض منهم -وهو الأهم- بعمالته لأعداء الأمة العربية والإسلام.
هذه الصفات التي يتمتع بها هذا الأمير “النفطي الغازي” لا جدال فيها وهو لا ينكرها على الإطلاق، ولعل الميزة الوحيدة التي يتمتع بها هو وفريقه من الأسرة الحاكمة وأتباعها اعترافهم بما يميزهم عن غيرهم.. ألم يطلق وزير الخارجية القطري على نفسه ومن معه ومن لفَّ لفَّه صفة “النعاج” خلال إحدى جلسات مجلس الجامعة العربية، واختياره لهذا الوصف ليس مرده التهرب من المسؤولية تجاه فلسطين المحتلة، بل لأنه ومن أيده لا يختلفون في تصرفاتهم عن “النعاج” عندما يتعلق الأمر بما يغضب أسيادهم.
إن المجتمعين على طاولة واحدة مع الشيخ حمد تحت عنوان القمة العربية، الذين طمروا رؤوسهم بين أكتافهم عندما اختار ذلك الخائن لأبيه رئيس ائتلاف الدوحة ليحتل مكان سورية، وقعوا في المحظور والفخ الذي نصب لهم بعناية من مشغلي حمد.. فمن يتجرَّأ ويقم بهذا الفعل الشنيع المخالف لميثاق الجامعة وكل الأعراف الدولية والقانونية مع سورية، فلن ولم يتوان على الإطلاق في اللجوء إليه دون حساب العواقب مع الدول الأخرى. والمستقبل القريب سيثبت أن أقرب المقرَّبين والمتآمرين مع حمد على سورية سيكونون الضحية القادمة له، في وقت ليس ببعيد، وحينها سيعرفون عواقب صمتهم وانخراطهم في التآمر على سورية التي بدأت بشائر انتصارها تتوضح، وبالمقابل لن يجدوا في حينها من يقف إلى جانبهم إلا سورية التي لم تتأخر يوماً في مساعدة كل العرب والدول العربية عندما تتعرض لضيم أو أذى.
إن أمة تسلم نفسها -ولو لوقت قصير- لنعاج وأدوات لا تملك مقومات الإرادة والانتماء والكرامة؛ لن يكون مصيرها سوى مصير النعاج حين تُساق إلى الذبح، ولكن الفرق أن النعاج تذبح من أجل أن يستفيد مربوها، بينما ما سيكون عليه مصير الأمة سيرتد سوءاً ووبالاً على أبنائها وخراباً وتخلفاً في أوطانها.
إن الوقت لم يفت بعد أمام الأمة، وبالإمكان العودة إلى جادة الصواب وتلمّس الطريق الصحيح، ويتوقف ذلك على سحب البساط من أولئك الذين لا مكان لهم إلا عندما يعملون ضد أبناء جلدتهم وأوطانهم.