تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في توازن التضحيات ؟

إضاءات
الإثنين 29-9-2014
د.خلف علي المفتاح

لم يكن استهداف سورية مقتصراً على بعد واحد ، سياسي أو عسكري أو اقتصادي أو غيره ، فجاء الاستهداف شاملاً لكل بنى المجتمع والدولة السورية بهويتها السياسية والاقتصادية والحضارية ،

من هنا كانت المعركة مع أعدائها قوية وشرسة ومركبة استنفرت لها كل عناصر الدولة السورية ومكوناتها ، وكان التكامل في عناصر المواجهة وتناغمها أحد أهم أسباب الصمود السوري في وجه تلك الحرب الإرهابية القذرة التي تواطأت وتحالفت قوى كبرى لشنها على الشعب السوري .‏

إن المتابع والمحلل لأسباب كل هذا الصمود يكتشف أن ثمة إرادة وقوة وحكمة وصبراً وشجاعة وإيماناً كان وراء كل ذلك ، من هنا تأتي أهمية التأكيد على أهمية الحفاظ على عناصر القوة وتعزيزها وعزل عناصر الضعف ومعالجتها وتجاوزها وصولاً إلى الحالة الأمثل ، وهو ما جاء عليه البيان الوزاري الذي قدمته الحكومة السورية أمام مجلس الشعب ، مبيناً خطة وبرنامج عملها للمرحلة القادمة انطلاقاً من طبيعة الظرف الاستثنائي الذي تمر به بلادنا وتتعرض فيه لحرب استهداف واستنزاف غير مسبوقة تحتاج منا جميعاً ودون استثناء لتقديم تضحية على نحو ما ، سواء كانت بالدم أم المال أم بأي جهد فردي أم جماعي آخر .‏

إن مكافحة الإرهاب وإعادة الأمن والأمان والاستقرار إلى ربوع سورية الحبيبة هما الهدف الذي لا يعلو عليه أي هدف آخر، وهو رغبة ومطلب وحاجة كل سوري أياً كان انتماؤه السياسي أو الاجتماعي ، ولعل تحقيق هذا الهدف مرهون بتكاتف وتعاون وتضحية الجميع ودون استثناء ، ففاتورة الدم دفعها الشعب السوري بكل نسيجه الوطني والظروف الاقتصادية والحصار الظالم الذي فرضه أعداء سورية انعكس على الجميع وعانى من تبعاته كل السوريين ودون استثناء ، ولعل الورقة الاقتصادية هي من أخطر الأوراق التي استخدمها أعداؤنا منذ الأيام الأولى للأحداث التي شهدتها البلاد ولا زالت بنفس الدرجة من الخطورة والتأثير في إطار الحرب المركبة التي نخوضها بكل قوة وعزم وإصرار وإيمان بالنصر .‏

إن تعزيز قوتنا الاقتصادية وزيادة موارد الدولة المالية بهدف تأمين مستلزمات المواجهة مع أعدائنا سواء أكانت عسكرية أم اقتصادية أم خدماتية وغيرها ، هما مسؤولية جماعية أيضاً ، فقيام المواطن بما يقتضيه الواجب الوطني من سلوك أو عمل أو تضحية مسألة غاية في الأهمية سواء كان ذلك القتال في ساحات المواجهة ، وهو ما قدم فيه أبطال الجيش العربي السوري وقواتنا المسلحة الباسلة ومن ساندها من قوى الدفاع الشعبي الأمثولة في الشجاعة والتضحية والإقدام إضافة إلى استمرار إدارة المرافق العامة وسيرها سواء كانت المدارس والجامعات والمشافي وغيرها كل ذلك لم يأت من فراغ وإنما عكس المنسوب العالي من الوطنية السورية التي أصبحت المثال على كل شفة ولسان .‏

إن استمرار قيام السوريين بواجباتهم في مواجهة الإرهاب والحرب التي تستهدفهم جيشاً وشعباً ومؤسسات وهي الحد الأعلى للوطنية وكذلك دفع ما يترتب عليهم من التزامات تجاه الدولة جراء الخدمات التي تقدمها سواء كانت الماء والكهرباء والاتصالات و الضرائب المترتبة عليهم هي أحد أهم روافد الصمود والمواجهة وهي الحد الأدنى في سلم التضحية والواجبات الوطنية تمثل ضرورة وواجباً ينعكس إيجاباً على المجمل الكلي الوطني وخدمة ينالها المواطن بشكل مباشر أو غير مباشر ورصيداً مستقبلياً يصب في خدمة جيل أو أجيال قادمة وهنا يصبح وعي المواطن لهذه المسألة ضرورياً ومحورياً وذا فاعلية وفائدة ما يستوجب تكريسها ثقافة وسلوكاً عاماً .‏

إن الشراكة الوطنية الحقيقية بين الدولة والمجتمع والتوازن في التضحيات من كل أبناء المجتمع وعلى كامل الجغرافية السورية العنصر الأساسي في النجاح والانتصار في الحرب الشرسة التي نخوضها بكل قوة وإيمان واقتدار وثقة بالنصر .‏

khalaf.almuftah@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11317
القراءات: 1073
القراءات: 820
القراءات: 970
القراءات: 851
القراءات: 917
القراءات: 928
القراءات: 890
القراءات: 963
القراءات: 907
القراءات: 935
القراءات: 888
القراءات: 916
القراءات: 953
القراءات: 1002
القراءات: 969
القراءات: 1063
القراءات: 1040
القراءات: 970
القراءات: 1031
القراءات: 969
القراءات: 1000
القراءات: 1017
القراءات: 1058
القراءات: 1287
القراءات: 1208

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية