وتنبع اهمية اطلاق مشروع جر مياه دجلة الاسبوع الماضي من كون المشروع يؤمن مياها للري تصل كميتها سنويا الى 1250 مليون م3 فتساهم في زيادة المساحات المروية في سورية من 1.5 الى 1.7 مليون هكتار والمساحة المروية المضافة بفعل المشروع الرائد البالغة 200 ألف هكتار التي ستحظى بها الحسكة وهذه الاضافة تعني احياء الحسكة كسلة للغذاء وزيادة مساهمة المساحات المروية في رفع انتاج المحاصيل الرئيسية خاصة القمح.
وزيادة الاراضي المزروعة بالمحاصيل في مناطق الاستقرار الثانية والثالثة والرابعة يعني توفير مادة علفية اضافية للثروة الحيوانية، وبذلك تنتعش الزراعة بشقيها النباتي والحيواني وتمهد لزيادة الاستثمارات في الصناعات الزراعية والغذائية.
ولا يقتصر المشروع على جر مياه الري، وانما يضيف لشبكة مياه الشرب في الحسكة 125 مليون م3 سنويا، ما يؤسس لاقامة تجمعات سكنية جديدة، تؤهل لعودة من ترك المحافظة بسبب سنوات الجفاف المتتالية، وتفتح المجال امام عمالة وافدة جديدة.
وتطلق سورية المشروع - في الوقت الذي يشهد فيه العالم تراجعا في الانتاج الزراعي- لتؤكد انها قادرة على ايجاد الحلول لمواجهة الزيادة السكانية وسنوات الجفاف، وتأمين احتياجها من القمح، بل توفير احتياطي استراتيجي، يحمي قرارها السياسي المستقل، ولتجعل الحسكة سلة غذاء سورية تفيض قمحا.