هذا ماقاله الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أمام المجلس الإسرائيلي للعلاقات الخارجية , كما لو أنه يكشف ستراً من التضليل والتعمية لطالما روجت له اسرائيل والى جانبها الولايات المتحدة , فالمشكلة ليست في حماس , بل هي في رفض اسرائيل والولايات المتحدة لمبدأ السلام اولا , ولخيار الشعب الفلسطيني الحر ثانياً , وبالتالي , رفضهما طبيعة السلام ومكوناته إلا بما يتوافق والرؤية الاسرائيلية وبالقطع هي رؤية مجحفة .
صحيحأان الرئيس الاميركي الأسبق جيمي كارتر لايملك صلاحية اتخاذ القرار في قضية السلام في الشرق الاوسط أو في غيرها من القضايا , غير ان مبادرته الى زيارة المنطقة ولقاؤه أطراف الصراع فيها وفي المقدمة السيد الرئيس بشار الاسد, واكتشافه حقيقة مايجري من تجاذبات سياسية فيها حول موضوعة السلام , وتأكيده ان العلة ليست في حماس بل هي في ما تمارسة اميركا واسرائيل من تضليل ودجل سياسي , تدق إسفيناً جديداً في نعش ادارة الرئيس بوش وفي جملة سياساتها , لايقل عن تلك الاخفاقات والارتباكات التي تواجهها هذه الادارة سواء في العراق أو في لبنان وغيرها , وبحيث بات مؤكداً وجلياً أن لافرصة للسلام ولا حتى لأي من مقوماته في ظل هذه الادراة .
زيارة كارتر والنتائج التي خلص اليها واعلن جزءا منها , مهمة للغاية , ليس في تقريب السلام البعيد , بل في إبعاد جزء من معوقاته وفضحها , وفي تصويب ماحرفته ادارة بوش واسرائيل من رؤية لذلك السلام , خاصة نسف قوائم التصنيف السياسي المزاجية الاميركية , التي اعتبرت كل حركة مقاومة عربية ارهابا .