تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أربعة أصابع

رسم بالكلمات
الأثنين 21-3-2011م
سوزان إبراهيم

قيل: بين الحق والباطل أربعة أصابع.. أي ما يساوي المسافة بين العين ( الحق ) والأذن ( الباطل ), والشهادة تكون بالعين لإثبات الحق! والنميمة والثرثرة لا تحتاج أكثر من أذن صاغية.

اعتاد العرب في الشعر تطريباً سماعياً, وكانت الأذن تعشق قبل العين أحياناً..‏

في شعرنا الحديث تلعب العين دوراً محورياً فتلتقط صوراً مدهشة لتقدم قصيدة مفتوحة الفضاء.‏

وفي شعرنا المعاصر والحديث تلعب الرؤيا- النظر بعين القلب- دوراً رائعاً في خلق عوالم أخرى, وتأويلات أخرى, والتواصل عبر وسائل اتصال أرقى وأكثر أهمية من العين والأذن.‏

اقترن المعنى دوماً بصورة, وكذلك الإدراك, واليوم تعيش الصورة عصرها المآسي, ونلهث كلنا لمتابعة حقائقها هي, لا حقائقنا نحن..‏

ما الذي يريده الشعر اليوم؟ ما الذي تريده الرؤيا؟‏

يقول أرسطو: « ليس ما لا يوجد في الزمان غير موجود, بل إنه موجود في اللازمان, أو فيما يمكن أن نطلق عليه السرمدية الثابتة, أو الآن الثابت إذا ما كان معنى (الآن) هو الحضور» فهل أفترض أن الشعر- الرؤيا يخترق الموجود بحثاً عن موجودات اللازمان؟‏

هل ندرك السرمدية الثابتة- التي قال عنها أرسطو- بالعين أم بالأذن؟‏

عمّ نبحث جميعاً في اللازمان؟ وهل ضاق بنا الزمان إلى هذا الحدّ؟‏

بين الشعر القديم ( النظم على وجه الخصوص ) وبين الشعر الحديث ثمة أربعة أصابع كما أدّعي, فكم إصبعاً بين رؤية العين, ورؤيا القلب؟‏

suzani@aloola.sy

تعليقات الزوار

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 21/03/2011 17:16

الأديبة سوزان إبراهيم ، تحية وبعد : في كلامنا نُكثر من قول الفعل (أرى) على حساب الفعل (أسمع) ، فكانت غلبة النظر على السمع ! وخارج حدود الحواس الخمس ، لا يتردد أحدنا في إبداء رأيه بالقول : (عندي وجهة نظر) ، فيعبّر عمّا في فكره وعقله بعبارة فيها (نظر) ! حتى كلمة (رأي) فيها اقتباس لفظي - على الأقل - من كلمة (رأى) ، فما الخطب يا ترى ؟ نرى مناظر فيها قبحٌ فيتألم القلب لما ترى العين ، ونسمع كلاماً فيه خدش ومحاباة ورذيلة فيتألم القلب لما تسمع الأذن ، وفي المقابل ، نرى مناظر جميلة ، فيُسّر القلب لما ترى العين ، ونسمع أغنية فيها عذوبة ، فيرتاح القلب لما تسمع الأذن ، وفي النتيجة ، العين والأذن من الحواس الخمس ، والقلب الذي يدفع الثمن ربحاً أو خسارة لا ينتمي لعالمهما ؟ أليس في ذلك تجنّ على القلب ؟!

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1441
القراءات: 1384
القراءات: 1608
القراءات: 1519
القراءات: 1599
القراءات: 1997
القراءات: 1406
القراءات: 1532
القراءات: 1510
القراءات: 1578
القراءات: 1506
القراءات: 1617
القراءات: 1573
القراءات: 1517
القراءات: 1583
القراءات: 1620
القراءات: 1599
القراءات: 1631
القراءات: 1632
القراءات: 1581
القراءات: 1605
القراءات: 1644
القراءات: 1659
القراءات: 1672
القراءات: 1624

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية