تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأم والوطـــــن

من داخل الهامش
الأثنين 21-3-2011م
ديب علي حسن

من أين يستمد المرء أفكاراً ومعاني جديدة بلبوس لغوي جديد.. حين يقف على أعتاب ذكرى أو احتفاء بمناسبة تتكرر كل عام.. ربما ثمة من يقول:

المعاني مطروحة ومطروقة ومعروضة للجميع على رأي الجاحظ وما علينا إلا أن نعيد الصياغة والترتيب.. وربما يرى آخر أن المناسبات تستدعي العبارات ذاتها بتقديم وتأخير إضافة وحذف.. وهذا ما نجده في الكثير من المقالات التي تدور من عام لآخر ومن مناسبة لأخرى..‏

ولكن ماذا لو كانت المناسبة بدء العطاء، بدء الربيع، بدء سر الوجود واحتفاء بالأم وبعطائها.. ماذا نقول للأم التي لولاها ما كانت الأمة، ما كان الوطن.. هل من المعقول أن نختصر العام بيوم واحد نعلن فيه حبنا لأمهاتنا ؟! بالتأكيد : لا.‏

فالطالب الذي يعرف كيف يتفوق يقدم لأمه ألف هدية كل يوم، ومن يحم حدود الوطن ويصنه يفعل الشيء نفسه , الأم ريحانة الوطن وخليته الأولى تسمو بسموه وتشمخ به.. الأم التي نذرت أبناءها في سبيله هي التي نذرت نفسها أولاً لهم وله، فمن لم يعتد على البذل والجود من نفسه أولاً ليس بقادر على فعل أي شيء آخر مهما كان صغيراً..‏

الأم وطن وأي وطن، والوطن أم تزهو بنا، ونزهو بها والعلاقة سرمدية بينهما، بل كلاهما جذورنا وامتدادنا وعطاؤنا، وانتماؤنا ربيع الأم، ربيع للوطن، والوطن لا يزدهر ويغنى ويقوى إلا بمن بذلن كل شيء من أجله، إننا حين نحتفي بالأم كل يوم إنما نحتفي بالوطن، وبالأمة، بالابداع، بالعطاء، بالمستقبل، الأم التي تسهر على صنع مستقبل أبنائها تبني الوطن مدماكاً فوق مدماك، وتدفع به إلى سدة العلياء، لأن الوطن عزيز بأبنائه، حصين بهم، شامخ بهم، احتفاؤنا بالأم بالوطن ليس عابراً، ولا يقف عند يوم نعلن فيه التهاني والتبريكات ونقدم الهدايا، احتفاؤنا بالوطن بالأم، عمل متواصل، بناء يرتفع، إرادة تجمع ولا تفرق، صفوف تتراص وتتفاعل وتبني، وطننا أمنا من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، كما أبناء الأم كلهم عزيزون على قلبها، كذلك الوطن وأبناؤه، لتكن محطاتنا هذه مراجعة لذواتنا ماذا قدمنا.. ماذا فعلنا لوطننا و لأمنا، لغدنا.. وكل عام والوطن وأمهاتنا بألف خير.‏

dhasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 732
القراءات: 734
القراءات: 763
القراءات: 657
القراءات: 671
القراءات: 753
القراءات: 818
القراءات: 759
القراءات: 631
القراءات: 831
القراءات: 732
القراءات: 713
القراءات: 700
القراءات: 717
القراءات: 701
القراءات: 656
القراءات: 810
القراءات: 677
القراءات: 747
القراءات: 721
القراءات: 784
القراءات: 756
القراءات: 774
القراءات: 699
القراءات: 748

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية