فعندما قالوا « الأم مدرسة إذا اعددتها... اعددت شعباً طيب الاعراق»، طبعاً في هذا القول معان كبيرة وجليلة في آن معاً.
فالأم مدرسة بكل ماتعني الكلمة، فهي تعلمنا اول ابجدية الكلام.. وهي ايضاً تهدينا إلى طريق الامان والخير حتى نكبر ونصبح فاعلين في المجتمع.. نبني اسرة متحابة، متعاونة، كل ذلك ناتج عن اعداد الأم الاعداد الجيد والاهتمام بها، بحياتها .. براحتها.. بعطائها.. بكيانها كانسان يستحق ليس فقط العيش والحياة، انما تستحق ان نفتديها بارواحنا وحياتنا لأنها سهرت الليالي الطوال حتى وصلنا إلى مانحن فيه..
وعندما نقول: إن أعددت الأم الاعداد السليم اعددت وطناً بكل مكوناته المجتمعية بالخير والعطاء وحب الارض والوطن الذي كما قلنا عنه نفتديه بكل مانملك، لأن الوطن يهبنا الكرامة والعزة والكبرياء..
وعندما نقول ندافع عن الوطن ونقدم له الروح رخيصة، انما نكون قد وفينا بعضاًَ من وصايا امهاتنا اللواتي ارضعننا الحليب الطيب..
اليوم نقول لكل الأمهات في عيدهن المتجدد كما ربيع الحياة ان الاقلام تقف عاجزة عن توصيف عطائكنَّ الذي لاينضب، واللغة تقف حيرى وهي تبوح باسارير عمقها ومحبتها، ومن أي باب يمكن لنا الولوج إلى مكنونات امومتكنَّ.
إن مايؤكد عنفوان المناسبة وشموخها، ان تلك الأم التي تحمل وليدها جنيناً في بطنها ثم تلده ويكبر ويتعلم معاني الوفاء والارتباط بالارض ، والتعلق بها ، والدفاع عنها في الرخاء والشدائد .. وهذا مايؤكد ان الامومة في مفهومها العام تعني فيما تعني انها مدركة لمسؤولياتها تجاه بلدها ووطنها وأرضها ، فتزرع في اولادها كيفية الدفاع عن الارض والوطن الذي نعشق ونحب، وكيف يواجه هؤلاء الابناء دسائس المندسين الذين يريدون الشر بوطننا وارضنا وعزتنا وكرامتنا ولحمتنا الوطنية ،وأمننا الوطني الذي لا يعلوه أمن في الدنيا..
فإذا كانت الأم مدرسة بمعناها الشمولي الواسع ، فهي تعي هذه المهمة وهي تربي اولادها وتعلمهم افضل تعليم كي يكونوا فاعلين في بناء الوطن الذي نعتز ونفتخر باننا نعيش فوق ارضه الطيبة والخيرة.
في ذكرى عيد الام نتقدم بالتهاني الى كل امهات الوطن ونقول لهن كل عام وأنتن وقائد الوطن بألف خير.
asmaeel001@yahoo.com