والقياس بالقنطار والشوال, والارتياب الفيزيائي بالخناجر والمدى المدسوسة في ثنيات العباءة, وبتذويب ما تراكم لديه دهون علوم النفس والاجتماع والإعلام والأنتروبولوجيا , ومن كروش الجيولوجيا والبيولوجيا ومعالجة نفاياتها الصلبة والسالبة .. استنتج الأمير القطري حمد أن فرصة نجاح الموفد الدولي كوفي عنان في مهمته السورية ثلاثة في المئة وحسب , فلا هي اثنان ولا هي أربعة , بل ثلاثة لا غير , وهذا قول فصل من عقل علمي متمرس في أصول التجربة العلمية المحكمة ..بكل نظريات الخناجر واللغو والحشو, عقل يجيد الجمع والطرح والضرب تحت الحزام وفوقه , لكنه يجيد أكثر عمليات التقسيم والتفتيت , ودون أن يستخدم أوراقا أو قلم !
أليس من المضحك المبكي أن يتوهم أمثال الشيخ الحمد إياه أن الثرثرة بظاهر العلوم لا يعني علما , وأن قناعات الناس لا تشترى ولا تباع , وأن المال يعمي القلوب والنظر ويغير السلوك والأداء , لكنه محال أن يزيف معارف الناس وعقولهم وإن اشترى ألسنة بعضهم ؟
أليس العالم كله , وخاصة العرب , يعرفون اليوم أن قطر مجرد زائدة دودية في الجسد العربي إذا كان ثمة جسد عربي وفق أحد الزملاء المصريين , لا تنفع أحدا إلا بالرشا لكنها تضر الجميع بكل شيء ؟
ثم, ألم يدرك بعد أمير الولائم والكروش وحسابات الـ «الثلاثة في المئة » أن ما يجري في سورية وحولها عالميا .. بات أكبر كثيرا من عباءاته وخناجره ورشاه المتناثرة في كل الاتجاهات .. ليعود مجددا إلى المطالبة بالتدخل العسكري الخارجي في سورية , متوهما أن العالم لا يزال طوع ماله وغبائه معا ؟
آن لكل عرب الجزيرة أن ينتفضوا في وجه من يهدر مالهم وحقوقهم , آن لهم أن يتحرروا من رذائل حكامهم قبل أن يمارسوا أستذة الادعاء والغباء والحجوم المتورمة!!