كل ذلك يشير بوضوح إلى مدى تعاون وجدية القيادة السورية في التعاطي مع أية مبادرة دولية من شأنها أن تسهم في توفير الأجواء الملائمة لحل الأزمة السورية بالحوار انطلاقاً من الحرص على وحدة سورية وعدم المساس بقرارها الوطني المستقل.
الخطوات الايجابية التي اتخذتها القيادة السورية لانجاح خطة أنان ونقل حقيقة ما يجري على أرض الواقع قابله تصعيد في الأعمال الاجرامية من قبل المجموعات الارهابية التي روعت المواطنين في عدة مناطق وأطلقت النار على قوات حفظ النظام وقامت باغتيال عدد من الضباط والمدنيين الامنين واعتدت على الأملاك العامة والخاصة الأمر الذي يؤكد أن من يدعم هؤلاء الارهابيين يحاول تسخين الأوضاع وتوتير الأجواء عبر بث الفوضى لاختلاق أجواء علها تساعده في تشويه حقيقة ما يجري وعرقلة أي حل سياسي للأزمة وهذا ما فعلوه تماماً مع بعثة المراقبين العرب.
الأعمال الاجرامية التصعيدية تزامنت أيضاً مع تصريحات عملاء الدول الاستعمارية التي تشن حملة هستيرية على سورية من أجل إضعافها والنيل من مواقفها حيث شكك أمير دويلة قطر المحتلة أميركياً بفرص نجاح مهمة أنان وطالب مجدداً بتدخل عسكري في حين قال رئيس وزراء تركيا الذي يحمي ويؤوي الإرهابيين على أرض تركيا ويسهل تسللهم إلى سورية للقيام بأعمال إرهابية أنه قد يطلب من الناتو حماية حدوده ما يشير إلى أن هؤلاء العملاء والمتآمرين يحاولون إفشال مهمة أنان واستدعاء التدخل الخارجي بشؤون سورية إرضاء لأسيادهم واشباعاً لشهواتهم في سفك الدم السوري.
الشعب السوري الذي أكد عزمه على مواجهة التحديات وإفشال المؤامرات على وطنه يطالب بعثة المراقبين الدوليين توخي الدقة والموضوعية والشفافية في عملها ونقل حقيقة مايجري على أرض الواقع بعيداً عن التسييس والنتائج المسبقة وفي ذلك مصلحة للسوريين وإعادة المصداقية للأمم المتحدة.
mohrzali@gmail.com