سرعان ما ندير جهاز التحكم نحو القنوات الاخبارية ..لنتابعها، لم نعد نفاجأ بأن الخبر السوري يحتل الفضاء بأكمله..لم نعد نرتعد كما كنا نفعل في البداية من غياب الحكمة والتعقل في التعامل الإعلامي مع الأزمة السورية...
المؤسف أن عودتنا تلك تبدو وكأنها تدخلنا في عالم من تعذيب النفس اللاإرادي ..بحثنا عن معلومة..عن حالة تهدئة تفشل دوماً..وهروبنا إلى مجالات أخرى لايجدي..!
أنت تبدلت كلياً..تحولت من شخص كان يعيش في السابق ليحقق أهدافه، إرادته ورغبته وطموحاته في الحياة... وكل ما من شأنه أن يعلي من قيمتك الإنسانية..إلى شخص آخر ..لاهم له سوى أن تطوى هذه الصفحة السوداء التي نعيشها والتي اخترقت أرواحنا وفتكت بنا ..و الإعلام يلعب دوراً في تأجيجها وتدميرنا وتحويلنا إلى بقايا أشلاء ..
نحاصر إعلامياً...ويصر الإعلام الفضائي على نشره للفتن وإشعال الحروب...وتغذية الاقتتال ...
نفشل في الهروب ...كل ما حولنا يشدنا إلى نقطة وحيدة ..ندور فيها ..محاولاتنا للابتعاد والدخول في خضم مشاهدة تلفزيونية مسلية كنا نعيشها في السابق ونحنُّ إليها الآن... تحتاج الى معطيات واقعية تجعل من هذا الخروج فعلاً لايشعرنا بالذنب...