تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تكنو- أنبياء

رؤية
الأربعاء 8-2-2012
سوزان إبراهيم

يقول علماء: إن الذكاء الاصطناعي سيسمح للإنسانية، عما قريب، بأن تتحرر من الموت، وأن تعرف حياة جديدة. معلنين بذلك عصر «ما بعد الإنسانية».

أُطلِق على هؤلاء اسم «التكنوأنبياء».‏

لأنهم يعلنون، بفرحٍ، نهاية العذابات المتوارثة للإنسانية. هكذا نصبح مدينين للأب المؤسس لهذه النظرية «ألان تورينغ»، وللعالم الأكثر إثارة «مارفين مينسكي» الذي أدار برنامج MIT في الذكاء الاصطناعي.‏

إذاً أبشروا أيها الناس فالآلات الذكية المستقلة تماماً سوف تولد بلا شك- حسب أولئك- ففي عام 2010 (اكتسبت الكومبيوترات قدرات دماغ السحلية، لكنها ستلحق بالمهارات الحيوية للدماغ البشري بحلول العام 2020. وستكون عقولاً بلا عوائق، متحرِّرة من الأجسام، تتجاوز الأهواء وتصل إلى حالة من اللاموت).‏

بالمقابل يمكننا أن نجد في كل يوم (أنبياءً) مشابهين يمكن تسميتهم بأنبياء القتلولوجيا.. العنفولوجيا... الاغتصابولوجيا...التدميرولوجيا......... فهل يمكن أن تكون العقول المبشرة بعصر ما بعد الإنسانية أسوأ من العقول المتحكمة ببشر الأرض؟‏

أي هولٍ يمكن أن يلحق بنا أكثر من اعتبارنا بكل حيواتنا- وما تحمله من أحاسيس وعواطف وحزن وفرح وأمل وعذابات- مجرد خريطة يناقشها الكبار- بمفهوم مالكي السلطة والقرار- برأسِ مؤشر؟!‏

يبشرنا التكنوأنبياء بعقول سرمدية لا موت فيها... ويبشرنا أنبياء القتلولوجيا بموت يومي لا حياة تخرج منه.. إلا بروح معطوبة وكيس من الكوابيس!‏

نظريتان متعاكستان يدعي آباء كل منهما البحث عن سعادتنا.. ويجمعهما إصرارٌ على تحريرنا من الجسد والروح الإنسانية..‏

لكن أحداً من هؤلاء وأولئك لم يسألنا ما الحياة التي نريدها رغم أن ما نطلبه ليس معقداً جداً:‏

قليل من الكرامة والحرية والعدالة.. وقليل من الحب!‏

suzan_ib@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1457
القراءات: 1396
القراءات: 1626
القراءات: 1536
القراءات: 1614
القراءات: 2010
القراءات: 1424
القراءات: 1545
القراءات: 1525
القراءات: 1594
القراءات: 1520
القراءات: 1637
القراءات: 1591
القراءات: 1533
القراءات: 1601
القراءات: 1638
القراءات: 1610
القراءات: 1645
القراءات: 1649
القراءات: 1596
القراءات: 1618
القراءات: 1659
القراءات: 1677
القراءات: 1687
القراءات: 1640

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية