لهذا فالمحاولة مستمرة حيث وجود الارادة الفعلية يصدم بممانعة المناخ العام ومعظم الاحيان تتساوى كل المبادرات في نتيجتها النهائية , و حصادها الكلي مجرد زوبعة في فنجان لا يكاد يشعر بها احد وان حصل وبلغت مدارك البعض فإنها سرعان ما تفقد عوامل حضورها المطلوب .
واذا كان هذا الجو المتخم بالذرائعية في آليات البحث عن الاسباب الكامنة وراء هذا التراجع في دور المسرح , حضورا وفاعلية يقف غالبا حجر عثرة في وجه تلك المحاولات المتواصلة لتحريك المياه الراكدة , فإن هناك من يدخل في تفاصيل الاجابة على السؤال المنطقي والمشروع عن واقع المسرح .
وتتصدر قائمة هذه التفاصيل ما يرد احيانا من معالجات قاصرة بالكاد تلامس الاسباب الحقيقية , وخصوصا حين تكون مجرد اتهام او في افضل حالاتها رد اتهام , وحينها تتحول المسألة الى مجادلة تضيع في التفاصيل وتنسى العناوين الرئيسية التي تبقى الاساس العملي لأي مخرج يمكن التفكير به .
وفي مقاربات موضوعية للكثير من جوانب القضية تظهر بين الفينة والاخرى مؤشرات جدية , ولكنها وسط تلك المجادلة سرعان ما تفقد عوامل فاعليتها وتأثيرها ليبقى الحاضر الوحيد تلك اللغة الاتهامية التي غالبا ما تضيف معوقات اكثر مما تساهم في بلورة حلول .
وهذا على الاقل ما نشاهده في يوميات الحديث المستمر عن المسرح , وتدخل في تفاصيلها تلك الباحثة فعلا عن اجابات غالبا ما تصطدم بذلك الكم الهائل من الاحتمالات والافكار والمبادرات التي يحاول البعض القول في ذروة تفاؤلها أنها ليست اكثر من رجع صدى وهي محاولةغالبا ما تعوزها القدرة على الوضوح لأن ما يتم من نتاج وارادات تدفع نحو التفاؤل الفعلي ليكون أكثر من مجرد رجع الصدى ذاك.