تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الوقت والدم

لبنان
معاً على الطريق
الأربعاء 8-2-2012
نبيه البرجي

قطعاً لا نقول، ولا أحد غيرنا يقول، إن عقارب الساعة يمكن أن تعود إلى الوراء الخشية هي أن تذهب عقارب الساعة إلى الهاوية.

هذا إذا استمر النظر إلى المشهد، أو التعامل معه، من شقوق الحائط، لا من مصلحة سورية شعباً ودولة. ودعونا نذكر فقط بما كتبه برهان غليون في العدد 5/6 من مجلة «جسور» العربية - الأميركية التي أسست عام 1992، عن النظام العالمي الجديد «الذي لا يقوم إلا على علاقات الحرب والنهب والتسلط وطمس انتهاكات حقوق الإنسان ونشر الفوضى والخراب في كل مكان من أجل السطو على الموارد العالمية واحتلال المواقع الاستراتيجية».‏

مثلما قلنا دعونا نذكر، دعونا نتساءل ما إذا كان قد حصل تبدل في مفهوم، أو فلسفة، أو آلية ذلك النظام الذي قد يزداد ضراوة مع تنامي الأزمة البنيوية التي يواجهها الغرب وصدور مواقف حتى خلال منتدى دافوس تحض على إحكام السيطرة على الشرق الأوسط، موارد ومحاور جيو- استراتيجية، حتى إن ريتشارد بايبس لم يتورع عن اللجوء إلى تلك المقارنة الفظة قائلاً «مثلما أتانا المسيح من هناك لإنقاذنا من الشيطان، ليكن ذاك المسيح الآخر (أي المال) الذي ينقذنا من السوبر شيطان».‏

لابد من أن تذهب المكيافيلية هنا إلى حدودها القصوى أجهزة الاستخبارات تنشط بكل قوتها لتسويق لغة الانهيار داخل المجتمعات العربية التي أدارت ظهرها من زمان للطائفية أو للمذهبية بوجهها الجهنمي وها إن سياسيين وإعلاميين يفترض أن يكونوا بارزين ماداموا مرصعين بالذهب، يجاهرون علناً ويدعون علناً إلى إشعال ذلك الصراع الذي يعني حتماً تقويض الأمة العربية أو ما تبقى منها..‏

أليس المطلوب أن نتحول إلى مستودع لا نهائي لتماثيل الشمع، وإن بأشكالنا الباذخة، على أفضل وجه نقوم بالدور، وندفع عقارب الساعة نحو الهاوية.‏

لاحظوا كيف أنهم يعارضون أي محاولة للم الشمل بين السوريين والسوريين، لاحظوا كيف يستخدمون مخالبهم، لا ألسنتهم، من أجل تفعيل لعبة الدم، ودائماً من أجل أطفاء الروح في سورية، أجل الروح السورية التي هي روح الأمة..‏

لا ريب أن عوامل كثيرة أسهمت في صناعة هذه اللحظة ودون تبرئة أحد من المسؤولية ولكن حينما نصل إلى ذاك المفترق وحيث لا خيار سوى الانتحار الجماعي، وفي الهاوية إياها فلماذا لا نصغي إلى أصوات أصدقاء أصدقاء لكل السوريين لا لجهة دون أخرى، ونجلس وجهاً لوجه لإنقاذ ما تبقى أجل ما تبقى لأن الكارثة حطمت الكثير من أحلامنا أيضاً حطمت الكثير من أنيننا الذي يستخدم الآن وكما تلاحظون في سوق النخاسة..‏

سوق النخاسة المزدهر هذه الأيام، ولكن ألا تلاحظون أن السيناريو بدأ يتخلخل، لكن المهم أن تتوقف أوديسة الدم، وأن نغسل أيدينا وضمائرنا في الحال ونلبي دعوة من يقول لنا أنتم إخوة، الإخوة الرائعون دائماً، ولاسبيل أمامكم سوى أن تتحاوروا لأن الوقت مثل الدم يذهب ولا يعود..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 827
القراءات: 862
القراءات: 947
القراءات: 1039
القراءات: 1072
القراءات: 976
القراءات: 874
القراءات: 1086
القراءات: 936
القراءات: 913
القراءات: 1038
القراءات: 1143
القراءات: 1125
القراءات: 1226
القراءات: 1021
القراءات: 1191
القراءات: 1102
القراءات: 1051
القراءات: 976
القراءات: 1087
القراءات: 1044
القراءات: 1082
القراءات: 1114
القراءات: 1120
القراءات: 1178

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية