تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كلام لن يصل هل أنت مثلي ؟

معاً على الطريق
الإثنين 15-9-2014
أنيسة عبود

كلما ضاقت بك الدروب وأغلقت الأحلام أبوابها في وجهك..تخرج إلى شوارع المدينة باحثا عن وجهك في مرايا النوافذ والواجهات التي تصد شخير مولدات الكهرباء؟

لكن قبل أن تفعل ذلك، لابد أن أخبرك ببعض المعلومات المفيدة حتى لا تفاجئك المدينة وتصاب باكتئاب مديد تحتاج فيه إلى طبيب نفساني يعالجك أويحولك إلى لوح من الخشب لا تحس ولا ترى..ومع أني تطرقت إلى هذا الموضوع أكثر من مرة إلا أنه من الواضح تماما أن التكرار لا ينفع ..لذلك علي أن أخبر السادة السياح (هذه المرة) بأن يعذرونا (هذه المرة فقط)لأن مدينتنا عادة فيها أرصفة عريضة وعليها أشجار الكينا والكزورينا والزنزرخت، حيث ترخي هذه الأشجار بظلالها على منصفات مزروعة بالورد والدفلي..لا بسطات ولا عربات ولا محلات تهجم على الرصيف وتمنع المارة من المرور والعبور. ولا تجار يفرشون بضاعتهم ونظراتهم وكلامهم. هذا ممنوع في مدينتي لأن القوانين سارية المفعول وصارمة جدا بحق كل المخالفين ..حتى المدعومين منهم. فنحن في المدينة عائلة واحدة نعرف بعضنا ونسلم على بعضنا بحيث لا أحد يتجاوز حدوده ولا أحد يتطاول على الأرصفة أو الوجائب..أو الممرات بين البنايات..فهناك أماكن مصممة للسيارات ..وأماكن لمرور الناس ..وأخرى للحدائق الصغيرة النظيفة.. المرشوشة بالماء..فمثلا جمعية شركة الطرق عامرة بالورد وأشجار الزينة..وإذا كان هناك بعض الدكاكين التي أكلت البناء والرصيف وشوهت الرؤيا واعتدت على حقوق المكتتبين في الجمعية فهذا لأن صاحب الدكان فقير ولأنه وبكل تأكيد لم يرش أحدا..ولأن أحدا في الجمعية لم يحرك ساكنا..تشجع آخرون وبنوا مخالفات شوهت واعتدت على حرم الجمعية وصار ثمن المحل المخالف ملايين الليرات السورية..يعني هذا يحصل أحيانا وليس تقليدا أو عادة ..فالمدينة ما زالت على حالها ولم تتحول إلى علبة كبريت ولا إلى أبنية تشبه مخيم عين الحلوة، ولم يعتد أحد على حدائق المدينة ولا على مخططاتها..فكم نحن محظوظون في مدينتنا الصغيرة؟‏

وللسياح الذين يملؤون المدينة، فقط أقول: نحن مثلكم لا نحب هذه التجاوزات..ونحافظ جدا على المظهر العام للمدينة..ولو أننا قدمنا شكوى للمسؤولين لكان الأمر توقف فورا..فالمسؤولون في المدينة يقظون ويسهرون على القانون كما يسهرون على البحر. حتى إنهم عادة، يعرفون أين تقع كل مخالفة سواء في الريف أم في المدينة ولا يقبلون بهذه التجاوزات والاعتداءات على الأملاك العامة..كما أنهم يقومون فورا بهدم كل بناء مخالف..وخاصة إذا كان لمدعوم أو مسؤول مهما كانت التوصيات ..وبما أن كل هذه المخالفات الفظيعة حصلت في مدينتي جبلة التي تحتوي على مدرج روماني أثري عظيم وعلى جامع أثري هو جامع السلطان إبراهيم صاحب أسطورة السمكة والإبرة. وأيضا هناك الكورنيش الجميل والبحر الذي يوصلنا بالعالم ..وهناك الجبال الشامخة وعلى رؤوسها أرواح الشهداء وبين التلال أمهات يبكين فلذات الأكباد..وعلى الرغم من بعض الانتهازيين المشغولين بسرقة أملاك الدولة وأملاك الناس..مع ذلك المدينة تستحق الزيارة ..لكن لا تفكروا بالنوم فيها لأنه لا يوجد عندنا فنادق تليق بكم..لكن يمكننا أن نستضيفكم في بيوتنا، فنحن العرب مضيافون، كرماء ولذلك نستضيف في بلدنا عشرات الآلاف من المرتزقة الذين يباتون مجانا في مباني سورية الحكومية ومؤسساتها التي بناها الشعب ودفع عمره ودمه لحمايتها. لكن لا بد من سؤال هامس حتى لا نقلق راحة بعض المسؤولين..فهل يدري رئيس البلدية بما يجري في جبلة وقرى جبلة المحيطة ؟ هل تفقد الجمعيات ؟ والبحر والكراجات؟ وهل يعرف أن بعض القرى المحيطة بمدينة جبلة لم تذق مياه الشرب منذ ستة شهور وبالتالي لن يزورها السياح (يا حرام) وهل يعلم أحد بحال الطرقات وقصف عمر المساحات المتروكة للتنفس والحركة؟ هل يعلمون أن الزبالة تتمشى وحدها على الأرصفة أو تنزل وحدها في مجاري الأنهار الجافة ؟ أنا فقط أتساءل من أجل السياح وليس من أجل المواطنين حتى لا نخّرب السياحة في البلد..يعني (على عيون الغرباء ولووو)‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أنيسة عبود
أنيسة عبود

القراءات: 696
القراءات: 832
القراءات: 746
القراءات: 704
القراءات: 742
القراءات: 663
القراءات: 689
القراءات: 892
القراءات: 937
القراءات: 770
القراءات: 743
القراءات: 783
القراءات: 771
القراءات: 864
القراءات: 764
القراءات: 758
القراءات: 748
القراءات: 830
القراءات: 741
القراءات: 890
القراءات: 752
القراءات: 801
القراءات: 887
القراءات: 966
القراءات: 769

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية