وتلاحم المواطنين السوريين حول قواسم مشتركه وطنية وتماسك مؤسسات الدولة والالتفاف الوطني حول قيادة السيد الرئيس بشار الاسد فإن اطراف العدوان قد بدأوا يبحثون على تحقيق أجنداتهم الخاصة ببلدانهم واطماعهم في الجغرافية السياسية السوريه ولعل المثال الحي على ذلك التباين الحاصل بين الموقفين التركي والاميركي فيما يتعلق بما سمي استهداف عين العرب التي هي جزء لا يتجزأ من الوطن السوري فالواضح ان الساسة الاتراك وعلى رأسهم رجب طيب اردوغان يعولون الكثير على الاستثمار السياسي في داعش لتكون الذراع العسكرية التي تحقق لهم هدفين في آن معا استنزاف الجيش العربي السوري وموارد الدولة السورية و قتال الميلشيات الكرديه المرتبطة بحزب الاتحاد الوطني الكردي الذي يعتبرونه الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني وهو المصنف لديهم تنظيما ارهابيا لذلك تبدو حقيقة ان تنظيم داعش يحظى برعاية ودعم واحتضان الحكومة التركية وهي على تنسيق حقيقي مع قياداته بدليل انها حتى لم تنسجم وتنخرط بشكل كامل مع ما اطلق عليه التحالف الدولي ضد الارهاب.
لقد وجدت الولايات المتحدة الاميركية وبعض حلفائها انفسهم في ورطة حقيقية في اطار مواجهة الارهاب الذي يحاولون حصره في تنظيم داعش والكل يعلم ان التنظيمات الارهابية العاملة على الساحة السورية لا تقتصر عليه وانما هناك العديد منها وتحت مسميات مختلفه وتمارس نفس الارهاب والعنف والقتل بحق السوريين على مختلف مشاربهم السياسية والاجتماعية والدينية ولكن الاميركي وحلفائه الذين يجيدون لعبة صناعة العدو يحاولون دائما الاشتغال على عناوين محدده بهدف الاستثمار السياسي والخداع والتضليل وعدم الكشف عن الاهداف الحقيقية التي يسعون اليها وذلك باتباع سياسة تبادل الادوار بين حلفائهم او اتباعهم في تلك اللعبة السياسية المكشوفه.
لقد بدأ ت اوساط واسعة في الغرب وعلى المستويين السياسي والاجتماعي تدرك وتعي حقيقة ما يجري في سورية والمنطقة هو ارهاب منظم ومدعوم من قوى محلية ودوليه ما جعل ساسة تلك البلدان يسعون بشتى الوسائل اقناع الرأي العام في تلك البلدان بصوابية مواقفهم تجاه سورية ونظامها السياسي وهو ما عجزوا عن تحقيقه حتى الأن بسبب اطلاع العالم كله على حقيقة اجرام ووحشية التنظيمات الارهابية واتساع دائرة الخطر المتشكل من وراء دعمها واحتضانها من قوى اقليميةً ودولية اصبح واضحا للعيان كذب ادعائها الحرب على الارهاب .
ان تكريس حقيقة ان لا حرب على الارهاب دون التعاون والتنسيق مع الحكومة السورية اصبحت تفرض نفسها على الجميع بعد مضي قرابة شهرعلى ضرب التتظيمات الارهابية وتجمعاتها في سورية والعراق وهو ما ثبت ان لا جدوى حقيقية منها لا بل ان داعش ازداد شراسة وتوسعا خلال تلك الفترة ولاسيما دخوله مدينة عين العرب في سورية واستيلائه على مناطق واسعة في شمال ووسط العراق علما ان الجيش العربي السوري استطاع في تلك الفترة استعادة العديد من المناطق التي كانت. تحت سيطرة داعش وتقدم في مواقع ومناطق اخرى على مستوى الجغرافية السورية .
لقد اصبح المشهدان العسكري والسياسي في سورية يدفعان باتجاه المزيد من التفاؤل في اطار الخروج من الازمة والوصول الى بر الامان والاستفرار وتحقيق الحل السياسي انطلاقا من معادلات الميدان ما يحعلنا على قناعة تامة بأن النصر النهائي ليس ببعيد ما يستلزم الاستمرار في مستوى المواجهة وما يترتب عليها من ثمن وصولا للهدف الكبير والمتمثل في السقوط المدوي للمشروع الاميركي الصهيوني على جبهة الصمود السورية ؟
khalaf.almuftah@gmail.com