تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أميركا عدو مباشر

البقعة الساخنة
الإثنين 27-10-2014
علي نصر الله

لا تخفي الولايات المتحدة أهدافها العدوانية تجاه سورية، ولا تتردد في الإعلان عنها بمناسبة وبلا مناسبة، وهي إذ تفضح قصة عدائها لسورية وعدوانها المعلن عليها بالتصريحات المتعلقة بهدف الغارات الجوية التي تشنها ضد تنظيم داعش الإرهابي، فهي تضع نفسها والدول المتحالفة معها في موقع العدو المباشر للشعب والمجتمع والدولة السورية.

فطرد «داعش» من سورية ليس هدفا لها، وتدريبها للإرهابيين «المعتدلين» يجري بغرض القتال ضد الجيش السوري؛ وليس ضد التنظيمات الإرهابية، وتدمير البنى النفطية التحتية غرضه حرمان «داعش» من عائدات النفط، أما ملاحقة تركيا وغيرها من الحلفاء الذين يشترون النفط المسروق؛ والذين يقدمون المال والسلاح لداعش وجبهة النصرة ومشتقاتهما فلا يندرج في لائحة أهداف إدارة أوباما بالمطلق؟!.‏

لم ينتظر السوريون وقاحة التصريحات الأميركية ليتعرفوا إلى مقادير العداء الذي تمارسه ضد وطنهم السوري، ولم يكن العالم بحاجة للاستماع للتصريحات الأميركية ليقف على حقيقة أن أميركا هي الراعي الحصري للإرهاب؛ وليتبين حقيقة ازدواجيتها المقيتة التي تهدد بها مستقبل العلاقات الدولية، غير أن السوريين وأحرار العالم الذين فاجأهم صدور القرار 2178 يعدون الأيام ويسجلون الوقائع وهم على قناعة بأن الأمم المتحدة ستثبت قريبا - ومجددا- أنها الشريك الأصيل لأميركا بكل ما تفعل من اختراقات وانتهاكات للقانون الدولي ولشرعتها ومبادئها وميثاقها.‏

خلال 180 يوما من صدور القرار 2178 ستُقدم الأمم المتحدة تقريرا تُقيّم فيه ظاهرة المقاتلين الأجانب، وستُقدم التوصيات للرد على تهديد الإرهاب، وستُعبر عن رضاها من عدمه لجهة التزام الدول الأعضاء بما نص عليه القرار الدولي، فهل سيُصنّف كاتب التقرير الأممي أميركا في خانة العدو المباشر للشعب السوري وللعراقيين ولشعوب العالم عندما يكتشف دعمها المباشر لتنظيمات إرهابية تضعها على لوائح الإرهاب الخاصة بها؟ أم إنه سيتعمد عدم ملاحظة هذه الحقيقة وسيدعي عدم اكتشافه لها؟!.‏

وهل سيُفنّد كاتب التقرير الأممي ما تقوم به أميركا وحلفاؤها؛ من أنها مع المتورطين معها بدعم الإرهاب يُسلحون الإرهابيين؛ ولا ينزعون أسلحتهم كما نص القرار، ومن أنها وجوقتها يُسهلون تنقل وحركة الإرهابيين؛ ولا يمنعون ولا يتخذون أي تدابير في هذا الاتجاه كما نص القرار، ومن أنها مع شركائها يُغذون بيئة الإرهاب؛ ولا يُجففونها، ومن أنها تُنمي مع أدواتها التطرف؛ ولا تُكافحه، ومن أنها مع أذيالها تُجند المتطرفين وتسهم بنشر الفكر المتشدد؛ ولا تمنع هذا ولا ذاك؟!!.‏

ربما تكون هذه الحقائق هي آخر ما يمكن أن يفكر الكاتب الأممي بجعلها بين مضامين تقريره، غير أن ذكرها من عدمه في تقرير الأمم المتحدة لن يغير في حقيقة أن أميركا باتت اليوم عدوا مباشرا لشعوب العالم وليس للسوريين والعراقيين واللبنانيين والفلسطينيين والعرب وغير العرب من شعوب العالم، ذلك أن من يقف مع الإرهاب ويتخندق معه ويستخدمه لن يكون إلا عدوا مباشرا للبشرية جمعاء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1653
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1428
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1359
القراءات: 1471
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1273
القراءات: 1348
القراءات: 1292
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1470
القراءات: 1495
القراءات: 1467
القراءات: 1779
القراءات: 1479
القراءات: 1356

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية