تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


آمال الوهم

البقعة الساخنة
الخميس 11-10-2012
 مصطفى المقداد

عمليات تصعيد واضحة على الحدودالسورية التركية ترافقت مع موافقة البرلمان التركي السماح لحكومة اردوغان حق استخدام القوة العسكرية لمدة عام كامل خارج الاراضي التركية في خطوة يسعى خلالها رجب طيب اردوغان لمحاولة زج القوات المسلحة التركية في مواجهة عدوانه مع سورية

بعد سلسلة المحاولات الفاشلة التي منيت بها حكومته على مدى سنة ونصف من عمر الأزمة في سورية مع كل محاولات الضغط من جانب حلفائه المتآمرين في كل من واشنطن ولندن وبرلين وباريس وحلفائه المشاركين في التمثيل العملي على الارض في كل من الرياض والدوحة ، فضلا عن غيرهم ممن يقومون بتدريب المجموعات الارهابية المسلحة وارسال عناصرها الى الاراضي السورية ولاسيما في كل من ليبيا وتونس بصورة خاصة .‏

وتترافق هذه العمليات مع كشف موقع «بي بي سي» الالكتروني عن تسليم السعودية شحنة اسلحة كانت قد تعاقدت عليها مع اوكرانيا لصالح جيشها الى العصابات المسلحة في شمال سورية وتسهيل تسليمها للارهابيين من قبل حكومة اردوغان نفسها .‏

وتسعى الحكومة التركية الى تصدير ازمتها الداخلية الناجمة عن موقفها من سورية ومشاركتها في العدوان على الشعب السوري وانعكاس ذلك على اقتصادها وعلى العلاقات الاجتماعية التي تربط بين الشعبين ، تلك العلاقة التي اظهرت مدى عمق وشائج القربى والصداقة والود بين الشعبين ، الامر الذي ظهر واضحا من خلال المظاهرات المعارضة لسياسة اردوغان في اكثر من مدينة تركية احتجاجا ديمقراطيا حقيقيا بمواجهة سياسة حكومته .‏

واليوم إذ تأخذ الأزمة طريقها نحو الانفراج ، واذ تنعقد لقاءات سياسية وحقوقية في دمشق تكشف وتوثق لحقيقة الصراع والمواجهات المصاحبة للازمة ، فإن حكومة اردوغان ترمي آخر سهم من جعبتها التي فرغت من جميع سهامها، فهي لم تستطع ان تحظى بتأييد حلف شمال الاطلسي في عدوانها على سورية في وقت تواجه فيه معارضة شعبية داخلية تعارض اي تدخل عسكري في سورية وتقف ضد دعم المجموعات الارهابية وتنظيماتها السياسية التي تحتضنها حكومة اردوغان وتقيم لها المؤتمرات وتوظف لها وسائل اعلامها العاملة في خدمة مشروع التاّمر .‏

ويأتي السهم الاردوغاني الاخير استباقا لنتائج انتخابات البيت الابيض في امل بعيد تعمد الادارة الاميركية القادمة الى الاقدام على خطوة مماثلة لما اتخذته في كل من افغانستان والعراق ، وهو وهم مؤكد ولن يحصد اردوغان بعده الا الفشل الذي سيقصيه عن الحياة السياسية كلها .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11558
القراءات: 921
القراءات: 860
القراءات: 832
القراءات: 872
القراءات: 903
القراءات: 942
القراءات: 867
القراءات: 915
القراءات: 979
القراءات: 931
القراءات: 921
القراءات: 941
القراءات: 941
القراءات: 947
القراءات: 1041
القراءات: 968
القراءات: 1022
القراءات: 1036
القراءات: 1017
القراءات: 894
القراءات: 963
القراءات: 1011
القراءات: 1006
القراءات: 917
القراءات: 1061

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية