بعد سلسلة المحاولات الفاشلة التي منيت بها حكومته على مدى سنة ونصف من عمر الأزمة في سورية مع كل محاولات الضغط من جانب حلفائه المتآمرين في كل من واشنطن ولندن وبرلين وباريس وحلفائه المشاركين في التمثيل العملي على الارض في كل من الرياض والدوحة ، فضلا عن غيرهم ممن يقومون بتدريب المجموعات الارهابية المسلحة وارسال عناصرها الى الاراضي السورية ولاسيما في كل من ليبيا وتونس بصورة خاصة .
وتترافق هذه العمليات مع كشف موقع «بي بي سي» الالكتروني عن تسليم السعودية شحنة اسلحة كانت قد تعاقدت عليها مع اوكرانيا لصالح جيشها الى العصابات المسلحة في شمال سورية وتسهيل تسليمها للارهابيين من قبل حكومة اردوغان نفسها .
وتسعى الحكومة التركية الى تصدير ازمتها الداخلية الناجمة عن موقفها من سورية ومشاركتها في العدوان على الشعب السوري وانعكاس ذلك على اقتصادها وعلى العلاقات الاجتماعية التي تربط بين الشعبين ، تلك العلاقة التي اظهرت مدى عمق وشائج القربى والصداقة والود بين الشعبين ، الامر الذي ظهر واضحا من خلال المظاهرات المعارضة لسياسة اردوغان في اكثر من مدينة تركية احتجاجا ديمقراطيا حقيقيا بمواجهة سياسة حكومته .
واليوم إذ تأخذ الأزمة طريقها نحو الانفراج ، واذ تنعقد لقاءات سياسية وحقوقية في دمشق تكشف وتوثق لحقيقة الصراع والمواجهات المصاحبة للازمة ، فإن حكومة اردوغان ترمي آخر سهم من جعبتها التي فرغت من جميع سهامها، فهي لم تستطع ان تحظى بتأييد حلف شمال الاطلسي في عدوانها على سورية في وقت تواجه فيه معارضة شعبية داخلية تعارض اي تدخل عسكري في سورية وتقف ضد دعم المجموعات الارهابية وتنظيماتها السياسية التي تحتضنها حكومة اردوغان وتقيم لها المؤتمرات وتوظف لها وسائل اعلامها العاملة في خدمة مشروع التاّمر .
ويأتي السهم الاردوغاني الاخير استباقا لنتائج انتخابات البيت الابيض في امل بعيد تعمد الادارة الاميركية القادمة الى الاقدام على خطوة مماثلة لما اتخذته في كل من افغانستان والعراق ، وهو وهم مؤكد ولن يحصد اردوغان بعده الا الفشل الذي سيقصيه عن الحياة السياسية كلها .