باسم حرية التعبير يتعدون على حريات الآخرين وثقافاتهم ومعتقداتهم.ماهي الشعرة التي تفصل بين حرية التعبير وبين الدفاع عن «مصالح الأمة».
باكمان تضع ملصقاتها الإعلانية التي تحرض على تجنب المأكولات العربية, وهي تخشى, وقد عبرت عن ذلك أكثر من مرة بأن التعلق أو الإدمان بأنماط المأكولات العربية قد يتطور شيئا فشيئا عند الزبائن, ليدفعهم لاحقا الى التفتيش عن المترادفات الاجتماعية والأخلاقية التي ترافق تلك الأنماط, فتقود هذه العملية, كما تتخيلها باكمان والمتطرفون اليمينيون من أمثالها, إلى البدء بقراءة القرآن, وهو ما ينتهي الى جعل الفرد «إرهابيا ومن القاعدة».
الربط بين الإسلام والإرهاب ليس بجديد, وان كان الجديد فيه تلك المستويات الرسمية «الرفيعة المستوى» التي تنادي بما ينادي المتطرفين.
لنتصور كيف سيكون الرد الأمريكي «الديمقراطي» على دعوات عربية او إسلامية لمقاطعة الأفلام الأمريكية او المسلسلات, بزعم أنها تخرب ثقافتنا او تشوهها على اقل تقدير من خلال إدخال أو عرض قيم ورؤية الاميركان لكثير من أمور الدين والدنيا.. على الأرجح أول السهام الموجهة لنا ستقول بأننا قوم متخلفون لايتفاعلون مع الحداثة واننا نعيش خارج سياق التاريخ.
في كثير من الأحيان يرتبط التعبير عن العنصرية بالقوة الغاشمة, وبتوهم فئات ما بأن كل المجتمعات خارجها، عليها ان تتماثل وثقافتها وإلا فهي لا تستحق الحياة,وإلا كيف نفسر مثل هذه الدعوات ألا تعني في باطنها اننا مجرد حمولة زائدة على سطح الكرة الأرضية؟