في ذلك اللقاء استمعنا وحاورنا وطلبنا واقترحنا وبالنتيجة خرجنا بحصيلة ممتازة من المعلومات عن الواقع أولاً وعن الإجراءات التي اتخذتها وتتخذها الحكومة ومؤسساتها لمواجهة الأزمة وآثارها وتداعياتها ثانياً.. وتلك المعلومات والإجراءات إضافة لتطمينات الدكتور الحلقي جعلتنا أكثر تفاؤلاً بمستقبل سورية المتجددة التي سستنجح في نفض غبار الماضي وآثار الإرهاب عنها بفضل وعي ولحمة وإرادة شعبها وفعالياتها السياسية والاقتصادية وقدراتها الذاتية الكامنة والظاهرة ومساعدة أصدقائها لها وحكمة وشجاعة قيادتها.
ودون الدخول في التفاصيل اسمحوا لي أن أشير إلى بعض النقاط التي جعلتنا أكثر تفاؤلاً بقدرة سورية وأبنائها على الخروج من (المحنة) بأقل الخسائر مقارنة بحجم الضغوط والعقوبات والحرب التي تتعرض لها منذ نحو /19/ شهراً.
صحيح أن مواردنا المالية التي كانت تأتينا من تصدير نفطنا الخام ومنتجاتنا المختلفة ومن السياحة وتجارة الترانزيت وغيرها تراجعت كثيراً بسبب العقوبات الاقتصادية العربية والأوروبية والأميركية الجائرة علينا وبسبب عمليات التخريب التي تتعرض لها منشآتنا العامة والخاصة على يد المجموعات الإرهابية المسلحة.. وبسبب استمرار الأزمة.. لكن الصحيح أن إنتاجنا المخزن من القمح يكفينا لمدة سنتين..
إنتاجنا من مواد غذائية ودوائية كثيرة يكفينا أشهراً عديدة.. وأن السلع التي نستوردها من الخارج نجحنا في تامينها وكسرنا حصار أعدائنا المفروض علينا عبر دعم أصدقائنا.. فكميات الغاز الموردة تكفينا لأكثر من عام.. وكميات المازوت التي نحتاجها إضافة لما تكرره مصافينا باتت في خزاناتنا أو في الطريق إليها.. وهكذا بالنسبة لكل متطلبات الصمود الأخرى..
وصحيح أن مخزوننا من القطع الأجنبي انخفض.. لكن الصحيح أنه ما زال ممتازاً ومرشحاً قريباً لعدم الانخفاض لابل الزيادة بعد أن نجحت دولتنا في إيجاد منافذ لتصدير نفطنا الخام خاصة إلى روسيا الصديقة.. وتصدير مواد أخرى إلى بعض الدول الصديقة شرقاً إضافة إلى دول البريكس.
ومن الأمور الأخرى أيضاً أن دولتنا وحكومتنا تعمل على عدة محاور بالتوازي فهي تعمل على محور القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة عبر جيشها البطل وقواتها الأمنية ولجانها الشعبية.. وعلى محور المصالحة الوطنية والحوار عبر وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية وعبر أحزابها السياسية ومنظماتها وفعالياتها المختلفة.. وعلى محور توفير السلع الغذائية والدوائية ومواد الإنتاج الأولية دون تأخير.. وعلى محور توفير الموارد المالية.. وعلى محور التحضير لإعادة إعمار ماتم تدميره أو تخريبه على يد الإرهابيين وأسيادهم.
نعم لقد قرأنا في كلام وعيون رئيس حكومتناالعزم على بذل المزيد من الجهود في كل المجالات لمواجهة الأزمة والعزم على تحقيق الانتصار في هذه المعركة الشرسة التي نتعرض لها.. ونعتقد جازمين في ضوء ما تقدم وغيره أن سورية بشعبها وجيشها وكوادرها واقتصادها وأصدقائها لن تهزم مهما تكالبت عليها قوى الشر والعدوان.