من خلال فتح المجال واسعاً أمام نمو الإرهاب وتركه يكبر ويصل مناطق واسعة في الوقت الذي تنحصرفيه ضربات التحالف الأميركي الجوية على بنى تحتية خالية من الإرهابيين.
كانت الخطة الداعشية معلنة في ضرب مدينة عين العرب وتدميرها ،وكانت قوى الإرهاب تتحرك باتجاه المدينة الحدودية تحت نظر الأميركيين والأوروبيين وغيرهم ممن يدعون أنهم توصلوا إلى اتفاق دولي لإقامة ائتلاف قادرعلىمواجهة الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش بشكل أساسي بعد أن تم تجاهل تنظيم النصرة القاعدي.
المؤكد أن الولايات المتحدة غير جادة في محاربة الإرهاب ذلك أنها لم تتحرك أصلاً لمواجهة داعش عندما عاثت فساداً في محافظة نينوى وبدأت تهدد العاصمة بغداد ، وهي احتاجت شهرين للتحرك ضد داعش في العراق والسعي لاستصدار قرار أممي يجرم تنظيمي داعش والنصرة واعتبارهما منظمتين إرهابيتين ،ذلك أن تهديد الإرهاب طاول منابع النفط في شمال العراق فتم قرع ناقوس الخطر لإبعاد الخطر عن آبار النفط والغاز وأماكن وجود الحلفاء الحقيقيين ،وهكذا تتركز الهجمات والضربات الجوية في العراق على تخوم الشمال الكردستاني ، بينما يتم القيام بضربات جوية إعلامية في سورية والأنبار ، وقد تكون عملية محاصرة عين العرب النموذج الواضح لحقيقة التعامل الأميركي مع محاربة الإرهاب،فالقوات الأميركية تسمح لقوات داعش أن تتحرك من مسافات بعيدة ضمن مواكب كبيرة وأعداد مركبات مسلحة كانت قد استولت عليها داعش من محافظة نينوى من تسليح الجيش العراقي ، فتحرك تلك المركبات لاكثر من خمسمئة كيلو متر في أرض منبسطة ومكشوفة دون أن تتعرض لهجوم من قوات الائتلاف أو القوات الأميركية ، بمعنى أن قوات داعش تتحرك تحت مرأى الراصد الأميركي دون أن تتعرض لنيرانه .
أما الضربات الجوية فتتم في محيط عين العرب بعد أن تأخذ تلك القوات مراكزها.
ويجتمع العامل التركي والمصالح الأردوغانية في دعم الإرهاب والسماح بايصال الإمدادات اللازمة له فضلاً عن تجهيز المقاتلين وتدريبهم وضمان وصول التمويل اللازم لهم ضمن المخطط التآمري على سورية والذي يأخذ أشكالاً متجددة في الحرب على سورية .
إنها الكذبة التي يرفعها الغرب شعاراً متناسياً أن تلك الاكذوبة سترتد عليه وبالاً أكيداً يدركونه ،لكن الأحقاد تعمي أبصارهم .