ولهذا يمكنني القول ان ما يثار حول الإعلام السوري مر بثلاث مراحل.. الاولى هي الهجوم الذي بدأ عليه من الخارج حتى عام ٢٠١١م وقد ساهم فيه الكثيرون من الداخل ممن كان يتم إعدادهم لهذه اللحظات التي كانت مع ما سمي الربيع العربي وكانت النتيجة هي محاولة اصطياد الإعلام ونزع ثقة المواطن السوري به.
ومع مرور الوقت واشتداد الحرب العدوانية على سورية وكانت محطات الجزيرة وغيرها تقود المعركة والتضليل.. وكان ان صمد الإعلام السوري واستطاع أن ينزع المصداقية عن تضليلها وفبركاتها.
وقدم الإعلام السوري شهداء ارتقوا ليكون منارات على الطريق.. نعم استطعنا أن نصمد وان نثبت اننا قادرون على المقارعة على الرغم من كل ما حوصرنا به.
استمر الإعلام بألوانه كافة ورسم طريقا لايمكن لأحد أن ينكره.. هذا ما جعل الأعداء يفكرون من جديد بوسائل كثيرة للتشويش عليه وهنا نشير إلى ما سمي مواقع التواصل الاجتماعي التي أدت دورا غير حقيقي أعني تلك الموجهة من الخارج وانخرط فيها الكثيرون ممن يعملون وفق برنامج محدد وكان على الإعلام السوري أن يقارع ذلك ايضا بما لديه من إمكانات.
وجاء تدخل طابور خارجي وداخلي يضخ بالكثير من الإشاعات وينشر آلاف الاتهامات ضد الإعلام السوري.
ولنقل بصراحة مطلقة كان خطاب البعض في مؤسسات الحكومة زيتا لنار هؤلاء عن قصد أو دون قصد.
وكان اللافت وصول الامر عند بعضهم إلى اتهام الإعلام بما ليس فيه ما جعل الإحباط سيد الموقف وقد عومل في الكثير من الأحيان كما لو أن العاملين باعة بقدونس.
مع التقدير للجميع نعرف اننا نمر بظروف صعبة جدا لكن الإعلام سلاح والسلاح في المعركة لا ينقص بل يزيد حسب الإمكانات.
واللافت كان طرح فكرة تغيير الخطاب الإعلامي ولكن ربما علينا أن نذكر الجميع أن الخطاب الإعلامي هو محصلة خطابات الدولة بكل الاتجاهات وما لم يتغير الخطاب الاعم فسوف نبقى في إطار المرواحة وهذا ما يدعونا لان نطرح فكرة مناقشة الامر.. مع اننا نشرنا هنا اكثر من مقال حول الامر.
المرحلة الثالثة وهي الأخطر والأكثر حساسية أن الهجوم على الإعلام صار من داخله ممن لا يعملون ولا يقدمون اي قيمة له لكنهم من باب ركوب الموجة ينشرون كل ما يسيء للاعلام والدولة والحكومة.. وهنا لا ادافع عن الحكومة التي ايضا تتحمل الكثير مما نحن فيه وعليه لاسيما بالقرارات الاخيرة التي ساوت كما أسلفت بين.
المشهد اليوم اكثر وضوحا وشفافية نعرف دورنا واجبنا ما علينا وايضا لنا ما يجب أن يقدم مهما كان صغيرا ولاسيما في دعم الإعلام ماليا وتحسين ظروف العمل.. لا نطلب المستحيل لكننا ننتظر منذ خمس سنوات أمرا ما.
واذا كنا نتحدث في الشفافية سنقول أن الكثيرين منا لا يطورون أنفسهم ولا يتابعون وغير قادرين على الخروج من شرنقة العجز.
فلا التدريب ولا التأهيل يمكنه أن يفعل شيئا مالم تكن رغبة الصحفي وهوسه بالمهنة هي الأساس.. ولابد من حراك فكري وثقافي وورشات عمل.. اما مالم يقل فهو كثير.. لقد كان السيد وزير الإعلام شفافا حين تحدث عن الإعلام وأشار إلى مكامن قوته ونجاحه كما لامس نقاط ضعفه.. ونحن نعرف أن علينا الكثير ولنا ايضا وننتظر.