تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تحالف العَمَالة...

إضاءات
الأربعاء 22-7-2015
أحمد عرابي بعاج

بعد ساعات من الإعلان عن توقيع الاتفاق بين إيران ودول «5+1» حول البرنامج النووي الإيراني والتصريحات المتبادلة بين المسؤولين الإيرانيين والمسؤولين الأميركيين بدا أن هذا الاتفاق جاء مرضياً للطرفين ومحققاً لطموحاتهم والترحيب الدولي الواسع بهذا الاتفاق الذي يبعد شبح الحرب في المنطقة.

فقد كان هذا كافياً لأن تلجأ المملكة الوهّابية إلى الكيان الصهيوني مرّة جديدة لمحاولة عرقلة هذه الصفقة، فقد قام مسؤولون سعوديون مؤخراً بزيارة سرّية إلى الكيان الصهيوني واجتمعوا مع عدد من قادة الكيان الصهيوني للتباحث والتنسيق حول سبل مواجهة الانفراج الإيراني المرتقب الذي أزعج الطرفين.‏

لقد أظهرت المملكة الوهّابية عداءها لإيران والعرب بأن ارتمت بأحضان الصهاينة بحثاً عن دعم لم تجده لدى واشنطن على حدّ زعم مشايخها، الذين لم يشعرهم اجتماع كامب ديفيد بما يكفي من الطمأنينة إلى أن واشنطن ستحمي عروشهم إلى ما لا نهاية، وقد أبلغهم أوباما في حينها أن عليهم البحث عن حماية عروشهم من داخل بلدانهم، أي تطبيق ديمقراطية لا يستطيعون فعلها بعد عشرات السنين من الكَبت السياسي والاجتماعي لمواطنيهم، وهم إن فعلوا ذلك يكونوا كمن يحفر قبره بيده على حدّ تعبير بعض قادة دول الخليج أنفسهم الذين وجدوا في الكيان الصهيوني ضالّتهم، مع أنهم لم يكونوا بعيدين عن التحالف معه منذ سنوات طويلة، وقد استعانوا به لإذكاء نار الإرهاب في سورية ودعم العصابات المسلحة على طول الشريط الحدودي مع الأراضي المحتلة، وقدم لهم الكيان الصهيوني الكثير حتى الآن من دعم عسكري واستخباراتي وطبي مستغلين أموال تلك المشيخات مع تواطؤ أردني رسمي بات يشكّل منصةً وموقعاً متقدماً لدعم الإرهابيين وتدريبهم من خلال غرفة عمليات عمّان.‏

ويحاول رئيس وزراء العدو الاستفادة من هذا الاتفاق في ابتزاز واشنطن إلى أقصى حدّ ممكن في تحريضه للكونغرس الأميركي بعدم المصادقة على الاتفاق مع علمه المسبق أن ذلك لن يُكتب له النجاح، لأن المزاج الأميركي والمصلحة الأميركية العليا تحتّم على صُنّاع القرار تمرير هذا الاتفاق، وذلك بعد تبنّي مجلس الأمن قراراً بالإجماع بالمصادقة على الاتفاق والتحضير لرفع العقوبات على إيران.‏

إلا أنه يشكّل مناسبة للضغط على الرئيس الأميركي وحزبه في الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة ومحاولة الأخذ عليه اتفاقه مع إيران المقاومة وأن الاتفاق يمكن أن يحرر إيران من القيود المفروضة عليها ويمكّنها من الاستمرار في دعم محور المقاومة.‏

الرئيس الأميركي أوباما دافع عن الاتفاق بقوله إنه يمكن لإيران أن تلعب دوراً إيجابياً في حل الأزمات في المنطقة وهو ما لا تريده «إسرائيل» ولا حُكّام الخليج وعلى رأسهم مملكة الشرّ، التي لم تتراجع عن دعمها للإرهاب رغم عدم معارضتها علناً محاولة روسيا بحث إمكانية إقامة حلف يضم دول المنطقة لمكافحة الإرهاب.‏

الجيش العربي السوري والجيش العراقي الشقيق والقوى المتحالفة معهما لا تنتظر اختراقاً سياسياً وتعمل على محاربة الإرهاب ومكافحته واجتثاثه دون النظر إلى مواقف الدول الداعمة له، والتي لم تُغيّر مواقفها رغم وجود قرارات لمجلس الأمن لم تجد طريقها إلى التنفيذ، حيث ما زالت تركيا والسعودية وقطَر هي أبرز الدول الداعمة والمتبنّية للعصابات الإرهابية التي تنسق مع الكيان الصهيوني ليلاً ونهاراً، وما كان مستتراً بالأمس أصبح واضحاً وفاضحاً وطفا على السطح، وأظهر الوجه القبيح للمشيخة الوهّابية التي أدخلت دول المنطقة في حروب مع عصابات إرهابية، سلحتها ودربتها ورمتها في أتون معركة لن يكون الرابح فيها الإرهاب مهما كان هذا الدعم ومهما امتد مع الزمن.‏

فالكلمة الفصل في الميدان، والجيش العربي السوري هو صاحب الميدان ويقول كلمته فيها ويسمعه ويراه العالم بأسره، فمن أراد التحالف معه لمكافحة الإرهاب، فالعنوان معروف ومن لم يرِد، فعليه أن يتحمّل نتيجة دعمه للإرهاب الذي سيرتدّ حتماً عليه وقد بدا أن بوادر رحلة عودته إلى مُصدّريه تؤدي تفجيرات واعتداءات نسمع بها ونراها كل يوم متنقلة من بلد إلى آخر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2287
القراءات: 1725
القراءات: 1801
القراءات: 1841
القراءات: 2108
القراءات: 1968
القراءات: 1979
القراءات: 1922
القراءات: 2019
القراءات: 1982
القراءات: 2241
القراءات: 2085
القراءات: 2112
القراءات: 2113
القراءات: 2220
القراءات: 2266
القراءات: 2248
القراءات: 2387
القراءات: 2484
القراءات: 2328
القراءات: 1604
القراءات: 2378
القراءات: 2434
القراءات: 2426
القراءات: 2524

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية