تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أصدقاء الإرهاب وأروقة الحادي عشر

الافتتاحية
الخميس 11-9-2014
بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســــــم

يحل طيف الحادي عشر من أيلول في الأروقة الغربية وتحضر تجربة مكافحة الإرهاب.. ما بعدها كما ما قبلها والطرق المؤدية إليها.. فيما الغرب يحتشد ويجمع أدواته بكل ألوانها ، ويرمي شباك ادعاءاته علناً، ودون مواربة،

حيث الغاية والهدف واضحان، إعادة تشكيل أصدقاء الإرهاب وقد ظللتهم جميعاً ريح النفاق، بعد أن فرقتهم رياح الخصومات التي أشعلتها أمواج المصالح والأطماع والحسابات الجزئية والمتسرعة، وأججتها مؤشرات الفشل والخيبة والعجز.‏

وعلى هوامش حشده تعود الأسئلة المنسية إلى الواجهة، وتبرز العناوين صغيرها وكبيرها لتتصدر لائحة المعادلات الإضافية التي فرضتها أخطاء السياسة الغربية المتسرعة ومغالطات الحسابات المتورمة لدى أدوات الحشد الإقليمية والأعرابية، وقد أفرزت سنوات الخلاف وأشهر الخصام حجم الفوارق والاختلافات وتضارب الأهواء والأطماع وتجاذبات الصراعات الخفية والمعلنة.‏

بين هذه وتلك تجري في الكواليس صياغة سيناريوهات إعادة إنتاج الإرهاب الغربي بلبوسه الجديد مع ترميم لأدواته في المنطقة.. المعتمدة والسارية المفعول أو تلك المستبعدة لتواضع أدائها أو لانتهاء الصلاحية، وذلك وفق محددات تتوافق مع المهمات الوظيفية المستحدثة على وقع التراكض واللهاث خلف الأدوار التي تمليها حالة التوثيق الإضافية.. وهي تحاكي في الحد الأدنى متطلبات الإمساك بخيوط التشابكات المعقدة في المنطقة.‏

المفارقة أن مشيخات الخليج وهي تستبق الحشد الغربي بجلسات مطولة عن صيغ إعادة ترميم توضعها على الرقعة الأميركية بنسختها الجديدة وعناوينها الإضافية تهرول نحو المفاتيح الجانبية والأبواب الخلفية للإدارة الأميركية وهي تقدم عروضاً مستحدثة لخدماتها المجانية، ولا تجد حرجاً في طرح أشكال ونماذج لمهام وظيفية إضافية أو في الحد الأدنى تتيح لها استعادة ما سبق للإدارة الأميركية أن جردتها منه ونزعت عنها صلاحية استخدامها بعد الفشل في القيام بما أوكل إليها أو العجز عن تنفيذ ما قدمته من تعهدات ووعود والتزامات.‏

الأخطر ما يتم تداوله علناً بأن الحشد سيكون الفرصة الذهبية للتملص مما جاء في سطور القرار الدولي حول مكافحة الإرهاب والخلاص مما تسرب بين سطوره عن عمد أو دون قصد من الإدارة الأميركية حين وافقت على صيغة القرار لتجد بعد هدوء العاصفة التي روجت له أنه مصيدة محكمة للكثير من أدواتها، وفخ سيصطاد الجزء الأكبر منها إن لم يكن جميعها من دون استثناء.‏

وما يبرز حتى اللحظة بما في ذلك ما ورد في خطة الرئيس أوباما التي سبقتها أعاصير من التكهنات والتسريبات والتحليلات، يشي بأن استعصاء واضحاً قد برز في فتح الأبواب الموصدة والتي تحول دون التملص من تبعات احتضان وتمويل الإرهاب، وفشلاً أكثر وضوحاً في تدوير زوايا المظلة الأميركية لحماية أدواتها، في حين لا تستبعد التسريبات المضادة والقادمة من داخل أروقة الاستخبارات الغربية ومعظمها من الأميركية تحديداً، أن تكون ورقة ابتزاز إضافية تطرحها واشنطن على طاولة المداولات، وصولاً إلى إملاء ما تفرضه التطورات من تطوير في الأداء لجهة التفاعل مع الخدمات المطلوبة.‏

فإعادة ترميم العلاقة بين الأدوات تقتضي حكماً إعادة تعويم للمرتزقة والأجراء بمستوياتهم المختلفة، ولا تستبعد من احتياجاتها الملحة البحث في سراديب الأدراج المقفلة عن الأوراق القديمة ونفض الغبار عن الكثير منها بما في ذلك الصدأ المتراكم على مدى أشهر خلت إن لم يكن سنوات.‏

في المحصلة يتجه الحشد الغربي نحو جمع أوراقه التي فردها رغم هواجسه الواضحة بأن الكثير منها قد تبعثر ولا جدوى من البحث عنها وسط تلال الخراب والدمار الذي خلفته في المنطقة، ولا يستطيع أن يجزم بأن خيارات أصدقاء الإرهاب هي ذاتها التي كانت قائمة حين أطلق أولى شرارات الاشتعال في المنطقة بدليل أن الكثير منها قد استنفد وجوده، وبعضها على الأقل قد ثبت فشله وعجزه، وما بقي منها لا يكفي لحفظ ماء الوجه، خصوصاً أنها متخمة بالأخطاء ذاتها وقد زنرتها الازدواجية المفرطة وطفت على سطحها كل مستويات النفاق.‏

فالأروقة المؤدية إلى طاولة أصدقاء الإرهاب على أطلال الحادي عشر من أيلول، عارية حتى من ورقة التوت، وممراتها الجانبية والرئيسية مشبعة بالنفاق وتظللها على الملأ مشاهد القتل اليومي وتفاصيل المجازر التي أدمت جزئياتها فظائع الإرهاب، والطاولة الممتدة شاهدة على الأيادي الملطخة والغارقة في مستنقعات التنظيمات الإرهابية التي تحضر علناً وسط الجلسة التي فرضتها على عجل إحداثيات الأخطاء المستدامة.‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7013
القراءات: 935
القراءات: 1087
القراءات: 883
القراءات: 887
القراءات: 865
القراءات: 993
القراءات: 839
القراءات: 772
القراءات: 867
القراءات: 915
القراءات: 804
القراءات: 742
القراءات: 800
القراءات: 998
القراءات: 877
القراءات: 689
القراءات: 882
القراءات: 904
القراءات: 964
القراءات: 911
القراءات: 792
القراءات: 966
القراءات: 879
القراءات: 1007

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية