تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مَنْ... ورّط مَنْ...?!

الافتتاحية
الاثنين 18/8/2008
بقلم رئيس التحرير أسعد عبود

أماط سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللثام عن عمق التورط الإسرائيلي في إطار التورط (الجورجي)في مواجهة روسيا الاتحادية.. وكانت مصادر كثيرة قد أشارت إلى دور إسرائيلي في السلوك العسكري الذي انتهجته جورجيا بديلاً عن الحوار والاتفاقات الموقعة.

في بقاع العالم, في أحداث التاريخ.. حيث يكون الخراب والدمار والعدوان والظلم تكون إسرائيل.. هذه مواقفها ومهمتها .. لكن.. وللأسف كثير من قوى العالم ومنظريه يغضون النظر, وتعتمد إسرائيل على غض النظر الدولي, فتتمادى, وتتواقح..‏‏

ذات يوم احتجت إسرائيل على علاقات بين سورية وجنوب إفريقيا, فتصدى لها صوت الحق, صوت المناضل التاريخي نيلسون منديلا, ليعلن بوضوح أن سورية هي الدولة التي وقفت إلى جانب نضاله وشعبه ضد سياسة الفرز العنصري, وأن إسرائيل هي التي كانت تقف مع العنصريين ضد نضال شعب جنوب إفريقيا.‏‏

سياسة غض النظر عن السلوك التخريبي الإسرائيلي والدور المشبوه الذي تمارسه في مواقع الصراعات المختلفة وصل أحياناً كثيرة إلى بعض العرب أنفسهم!? فيما مضى من الزمن, كنا نسمّيها (مخلب القط).. هي التسمية التي اطلقت عليها غالباً بعد العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956, لكن.. (الواقعية العربية) فرضت عدم استخدام مصطلحات ذاك الزمن.. وتغيرت المصطلحات, ولم تتغير إسرائيل التي أصبحت تعوّل على (الواقعية العربية). لاحظ مثلاً التغاضي العربي المريب عن دورها المشبوه في خراب العراق.. والذي مازال مستمراً دون أن يجد من يضعه في صورته الحقيقية فهي صاحبة مصلحة أولى في كل ما جرى في العراق..‏‏

اليوم لإسرائيل دورها في أحداث جورجيا التي لا مبرر لها.. صراع سياسي يمكن أن يجد له حلاً بأساليب كثيرة.. بل إن روسيا الاتحادية وجورجيا سبق أن وجدتا حلاً, ووقعتا اتفاقية, وكل شيء قابل للحوار, بما يضمن المصالح الروسية والجورجية.. لكن.. ليس بالضرورة أن يضمن المصالح الأميركية التي تتجلى صورتها الأولى بإضعاف روسيا ومحاصرتها, بدءاً من سياسة الدرع الصاروخية إلى أحداث اليوم في جورجيا وأوسيتيا الجنوبية ومنطقة القفقاس وغيرها..‏‏

هل كانت الولايات المتحدة بدفعها جورجيا إلى ورطتها, مستعدة للدعم العسكري لها في مواجهة مع روسيا?.‏‏

غالباً.. ليس الأمر كذلك.. إنما أرادت فعلياً أن تقيس قوة النبض الروسي للوقوف في وجه الطغيان الأميركي, الذي يتمادى كثيراً على العالم, وعلى روسيا تحديداً, ومن أجل ذلك ضحت بهذا الحليف الصغير المعتمد على قوة الهيمنة الأميركية والدور الإسرائيلي المشبوه.. وكل ما تستطيع أن تفعله اليوم هو التهديد بعزل روسيا, رغم انفتاح هذه الأخيرة على النيات الطيبة والجهود الخيرة التي تظهرها قوى عالمية بينها أوروبا التي يمكن أن تتأثر بالوضع في القفقاس أكثر من أميركا, إن أسقطنا من الاعتبار سياسة الهيمنة والطغيان الأميركية.. ولا يمكننا إسقاطها.‏‏

كل ما تستطيع الولايات المتحدة أن تفعله اليوم لمواجهة الموقف الروسي الذي فرض إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل التحرك الجورجي ضد أوسيتيا الجنوبية هو أن تهدد روسيا بالعزلة!‏‏

هذا السلاح الذي كثيراً ما استخدمته الولايات المتحدة وسعت لاستخدامه.. وهددت به.. عزل روسيا... عزل الصين .. عزل إيران.. عزل سورية.. الخ.. الذي بدأ يشهد تآكله لابد أن يشهد نهايته.. فإن تصورنا أن أميركا تستطيع فرض العزلة على هذا العالم كله, ألا يعني ذلك انعزالها هي?.. فهذه الدول تزيد على نصف العالم! ومن يدري لعل الولايات المتحدة تفكر يوماً بعزل أوروبا.. ولها في مواجهة السياسة الفرنسية ما يمكن أن يشير إلى ذلك.‏‏

على كل حال.. مع روسيا سيكون الأمر مختلفاً جداً, رغم العلاقات التي تربط البلدين.. والأهم من ذلك أن رعونة السياسة الأميركية وعنجهيتها في ظل إدارة المحافظين الجدد تقدم(دون أن تدري) للعالم فرص الخروج من سياسة القطب الواحد.‏‏

في مواجهة القطب الأميركي المهيمن على العالم, ليس بالضرورة أن يكون القطب الآخر روسيا أو الصين.. أو غيرهما.... بل يمكن أن يكون الموقف الدولي.. موقف السلام والعدالة الدوليين ومصالح البشرية.. ويبدو في هذا الإطار التخيلي ثمة ما يجب أن ننتظره من أوروبا.‏‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 18/08/2008 01:43

أوروبا وغيرها مهما فعلوا للتملص من الهيمنة الأمريكية فلن يستمروا لنهاية الطريق إلا إذا تآكلت أمريكا من داخلها, كما حدث للإتحاد السوفييتي فانفرط عقد الدول الدائرة في مداره.لكنم بإمكان وروبا وغيرها العمل خارج المدار الأمريكي بين الحين والآخر كلما تعطلت الماكينة الأمريكية, أما إسرائيل فسيبقى الجميع يغضون الطرف عن تآمرها هنا وهناك, لأن الصهيونية صارت محرابا مقدسا للغرب, ولن يقضى على الصهيونية إلا ثورة عالمية للإسلام.

سمير / دمشق |  اسرائيل الفياغرا وسياسة افناء نفسها | 18/08/2008 13:30

مما لاشك فيه ان اسرائيل بتصرفاتها الحمقاء تسعى الى انهاء نفسها التي بات يحكمها شلة عجائز مهوسين بالجنس والخمر والمخدرات يروا العالم العربي وما بعده بمنظار عقد الخمسينات والستينات من القرن الماضي , وهي بهذه السياسة باتت تخدم مصالح الولايات المتحدة دون مصالحها الخاصة (في السابق كان العكس) , بدءا بغزو العراق تحت اسم امريكي ومرورا بحرب تموز الشهيرة وانتهاءا بللعب القذر بخاصرة الدب الروسي , سبق و ذكرت في احدى التعليقات السابقة في هذا العامود بتاريخ 7/10/08 وقبل هذه الاحداث المثيرة للتأمل والجدل في جورجيا.. أن الولايات المتحدة تسعى الى انشاء ارضية لحرب باردة قد تتطور لاحقا الى ساخنة مع روسيا يتخلله اعادة تقسيم العالم الى عالمين عالم شرقي الهوى وعالم غربي الهوى بغض النظر عن التسميات التي سوف تطلق على كليهما وقد يكون هؤلاء المغرمين هم اداة هذه الحرب الباردة او الساخنة , الازمة الجورجية لن تتنهي بسرعة كما يعتقد البعض لان من اوجدها يسعى الى ترتيب اوراقه العدوانية واللوجسية قبل اطفاء حريق هذا الجيب بشكل مؤقت لان هناك جيوب اخرى قابلة للاشتعال في اي وقت ومنها الجيب الروسي المحصور بين لتوانيا وبولندا التي باتت تستفز روسيا (اميريكآ) بشكل لامثيل له دون وجود اية نزاعات حدودية بين الطرفين والذي يفصل بينهما اوكرانيا وروسيا البيضاء , هذه الحرب الجورجية المفتعلة التي جاءت الى روسيا كانت بمثابة حرب امريكية استباقية بالوكالة قبل استعداد روسيا التي اسشمت شيء ما من الدروع الصاروخية المنصوبة على ابوابها وفي عقر دار حلفائها الخارجين للتوه من حلف عميق معها والمهوسين بالغرب الاميريكي , لاحقا باتت روسيا تفكر في الاتجاه غربا غربا تطرق ابواب اصدقائها القدامى لكي تأرق امريكا في بابها الخلفي . لااعتقد بان روسيا سوف تتغاضى عن ما تفعله اسرائيل عبر تدخلها الواضح في اطراف روسيا , واسرائيل بهذا التصرف الخرف قد افادت دولا عدة من غير ان تدري , وهذه الدول (اعتقد) انها سوف توظف الخطئ الاسرائيلي بشكل جيد ان احسنت من خلال العلاقات الجيدة والزيارات المتبادلة والوشيكة مع روسيا , لكن مع ابقاء الابواب مفتوحة للجميع . لكن كيف سيكون ترتيب اوراق العالم الجديد الذي بدأت تظهر ملامحه الان.. بداية بباكستان .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 766
القراءات: 791
القراءات: 772
القراءات: 862
القراءات: 719
القراءات: 839
القراءات: 784
القراءات: 834
القراءات: 763
القراءات: 805
القراءات: 705
القراءات: 801
القراءات: 794
القراءات: 759
القراءات: 805
القراءات: 939
القراءات: 672
القراءات: 976
القراءات: 1133
القراءات: 875
القراءات: 835
القراءات: 1154
القراءات: 1045
القراءات: 826
القراءات: 983

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية