تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بانتظار الإبراهيمي..!!

الافتتاحيــة
الخميس 18-10-2012
بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم

تكثر الأسئلة التي تنتظر إجابة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، وتكثر الملفات التي تحتاج لنقاش وربما لمراجعة..

لسنا وحدنا من ينتظر قدومه خصوصاً بعد أن أكمل جولته أو كاد.‏

وحتى يحين ذلك.. فإن الكثير مما يصدر عن الإبراهيمي ستكون له ارتداداته المباشرة التي قد تزيد الصورة الضبابية أو تزيل بعضاً منها..!!‏

الكثير من الاستنتاجات الأولية التي رافقت جولته لم تكن ترجّح كفة التفاؤل، ولا سيما حين تتحدث عن غياب التصورات الفعلية لخطة عمل واضحة المعالم، وإن أقصى ما توصل إليه هي مجموعة تصورات للنقاش والتداول، وتحتاج لكثير من التقييم وصولاً إلى التقاطعات المطلوبة.‏

منطقياً ليس الأمر مستبعداً لاعتبارات عديدة أولها غياب الاستجابة المباشرة والصريحة من قبل دول تورطت في تمويل وتسليح الإرهابيين، وهي لم تبدِ ما يبدد الشكوك التي تساوره حول غياب الرغبة لديها في إيجاد حل سياسي، فيما يأخذ الدعم العلني للمهمة الذي نسمعه من بعضها مفعولاً معاكساً يشابه مفعول المهدئات التي تفاقم الحالة بدل أن تعالجها، فيتوه في تشخيص الأعراض.‏

ما هو واضح أكثر من غيره أن المعضلة كانت وستبقى في استمرار ذلك التورط بدعم المسلحين والإرهابيين وتزويدهم بالسلاح الذي يُضفي على الأحداث المزيد من المخاطر والدموية، ويهدد بانتقال هذه الارتدادات التي حذّر منها الإبراهيمي ذاته، وخصوصاً ذلك الجوار الذي لا يزال بعضه يصرّ على ذلك الدعم والتسليح والتمويل علناً، ولن يكون الممولون الخليجيون خارجه حتى لو غردوا خارج السرب.‏

عند هذه النقطة تتقاطع المعطيات وربما تتلاقى المؤشرات، وتبدو النقطة المفصلية التي ستحكم على مهمة الإبراهيمي واتجاهها وعلى الأجواء المحيطة بها، إذ لا يخفى على أحد أن هناك من يرفض علناً الاستجابة لهذا المطلب، وهناك من يستجيب في الظاهر في حين يواصل دعمه وتحريضه من خلف الأبواب المغلقة بينما أطراف أخرى رفضت حتى اللحظة لقاء الإبراهيمي أو مناقشة الأمر معه.‏

وحتى تنجلي الأمور فإن بإمكان المبعوث الدولي أن يطلق أحكامه واستنتاجاته، وحتى أن يحدد خياراته واتجاهاته، ولا يحتاج الأمر لكثير من العناء حتى يصل إلى الخلاصات النهائية قبيل وصوله تمهيداً لتقديم ما لديه والاستماع في الوقت ذاته لكثير من الأجوبة التي قد يكون محتاراً فيها.‏

فإذا كانت هذه الخلاصات تتقاطع مع ما يُطرح وما يتم تسويقه أو تسريبه في الحصول على نجاحات آنية أو ظاهرية واختلاق إضافات تُخرج المهمة عن نطاقها وجوهر أهدافها، فإن الأحكام الأولية تشي بشكل واضح بسوداوية وليس قتامة تحيط بمهمة الإبراهيمي.‏

فالأخطر في المسألة أن يتمّ تحويل تركيز الإبراهيمي على مسائل جزئية باعتبارها الغاية التي تخلصه من حرج الصدّ الذي لاقاه في بعض العواصم، ومن قبل بعض القوى، فيما يتوه أو يؤجل النظر في القضية الأساسية وفي مقدمتها وقف تمويل وتسليح الإرهابيين.‏

لأن ذلك يعني من ناحية المبدأ حشر المهمة في زوايا ضيقة ومغلقة والحكم عليها بالموت السريري حتى لو استمرت بالنبض في أمكنة أخرى.‏

والمؤكد في هذا السياق أن الطروحات والمبادرات تحتاج الى أطراف تقبل بها، والسؤال المنطقي ما الذي يضمن ألا تتكرر التجربة المريرة لمن سبقوه، ومن يأخذ على عاتقه إلزام تلك الأطراف التي رفضت مبادرات ومقترحات عديدة في الماضي نتيجة تحريض من الدول والأطراف ذاتها التي ترفض اليوم الاستجابة لمطلب الإبراهيمي بوقف دعم الإرهابيين، وقد يكون لتصارع الأدوار وغياب المرجعية التي تضبط عمل بعض المجموعات دوراً آخر في طرح التساؤلات؟!‏

فإذا ما عجز الإبراهيمي عن الحصول على ضمانات بوقف دعم الإرهابيين وتسليحهم فكيف له أن يحصل على ضمانات بوقف هذا الإرهاب ومن يقدم هذه الضمانات؟!‏

أسئلة تنتظر الإبراهيمي للإجابة عنها حين يحط رحاله في دمشق.. وإذا ما غابت هذه الإجابات في جزئياتها كما هي في عناوينها فإن الحديث المنتظر عن الأفكار والمبادرات يبدو سابقاً لأوانه وقد يطول كثيراً.. وهذا ما لم نرغب به، كما لا يرغب به كل من يبحث عن حل حقيقي ومخرج للأزمة في سورية.‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7074
القراءات: 990
القراءات: 1146
القراءات: 935
القراءات: 938
القراءات: 924
القراءات: 1050
القراءات: 888
القراءات: 826
القراءات: 919
القراءات: 972
القراءات: 859
القراءات: 796
القراءات: 849
القراءات: 1052
القراءات: 926
القراءات: 745
القراءات: 935
القراءات: 957
القراءات: 1017
القراءات: 973
القراءات: 846
القراءات: 1020
القراءات: 928
القراءات: 1056

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية