تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة أولية في الاستراتيجية السورية (6)...المسألة اللبنانية

معاً على الطريق
الأحد 18/2/2007
برهان بخاري

السؤال الأول الذي يمكن أن يطرحه العنوان الفرعي لهذا المقال هو:

هل يمكن للمسألة اللبنانية أن تكون جزءا أساسيا مكونا للاستراتيجية السورية?‏

وقبل الاجابة عن هذا السؤال الشائك لا بد أولاً من التفريق اصطلاحيا بين ثلاث مفردات هي: 1-القضية 2-المسألة 3-المشكلة.‏

وعليه فإن القضية تحمل طابعا أخلاقيا وحقوقيا يقتضي نوعا من تحقيق الانصاف تجاه أنواع من التعدي أو الحيف أو الظلم والتي تقتضي أيضا أشكالا من الدعم والمناصرة النضالية بما فيها السعي لإجراء محاكمات قانونية أو دولية أو إنسانية لإحقاق الحق, أما المسألة فهي شأن إشكالي يقتضي نوعا من المناقشات أو السجالات التي تتميز غالبيتها بالمماحكات والتجاذبات, وأما المشكلة فهي جزء من المسألة.‏

وعليه فإننا نقول اصطلاحا القضية الفلسطينية ولا نقول المسألة الفلسطينية مع أن العديد من المشبوهين والمدسوسين يجهدون الى تحويل القضية الفلسطينية الى نوع من المسألة, ونقول المسألة البلقانية والقبرصية والعراقية واللبنانية ولا نقول القضية في هذا المقام مع أن العديد من المغرضين يجهدون أيضا الى تحويل بعض هذه المسائل الى قضايا والدليل على هذا الفرق أننا نقول البلقنة والقبرصة والعرقنة واللبننة ولا نقول الفلسطنة, أما المشكلة فتقتصر في غالبيتها على مسائل جانبية مثل مسائل الحدود.‏

أحد أخطر جوانب المسألة اللبنانية بالنسبة للاستراتيجية السورية هو مسألة التحريض والتعدي والسعي الى تعريض أمن سورية للخطر, فمع أن ثمة اتفاقا معلنا مع السنيورة منذ زيارته الأخيرة لدمشق بأن لا يكون لبنان مقرا أو ممراً لزعزعة النظام في سورية لكن ثمة العديد من القرائن الفاضحة التي تشير علناً الى السعي لتحقيق هذا الهدف, ومع أن الذي يعلن ذلك صراحة هو صعلوك اتفاقاً لكن عدم الشجب أو الاستنكار العلني لخيمة كراكوز التي يغني كل من شوائبها على ليلاه والتي تسمى 14 شباط أو آذار لمثل هذا الكلام يشكل نوعا من الإدانة الكاملة لها, الأمر الذي بات يستوجب قطعا موقفا شعبيا سورياً جازماً وحازماً من كافة شراذمها .‏

ما أخشى منه تحديداً هو أن يتحول الشقاق السياسي الرسمي بين البلدين الى شقاق شعبي فما أحسه وأستشعر خطورته شخصيا من ضمن مختلف الشرائح الشعبية التي تحيط بي على مختلف تنوع انتماءاتها السياسية والمذهبية والطائفية والاجتماعية هو نوع من السخط العارم, وإذا كان بالامكان ضبط الأمور على الصعيد الرسمي فإنه من العسير أو المستحيل ضبط الأمور إذا ما انفجرت على الصعيد الشعبي.‏

المشكلة القائمة مع الحثالة التي اسمها 14 آذار هو حالة التردي العام فلا أحد يصدق أن تنحدر الأمور الى هذا الدرك خلال جيل أو جيلين, وبصرف النظر عن تقييمنا لمجمل الشخصيات التي مرت على تاريخ لبنان فهل يمكن مقارنة بيير الجميل بابنيه أمين وبشير وحفيده بيير أو مقارنة كميل شمعون بابنه دوري أو ريمون إده بوريثه كارلوس أو رينيه معوض بابنه ميشيل أو كمال جنبلاط بابنه وليد أو رفيق الحريري بابنه سعد.‏

المشكلة الجوهرية تتلخص بانعدام الحياء وبتحول الأمور من المستور إلى المكشوف في هذا الكباريه السياسي المنحط حيث صارت العمالة (على عينك يا تاجر) فبعد الخطاب المفحم للمظفر حسن نصر الله يجتمع الرقيع الصفيق الساقط النذل المنحط المسف المبتذل الوضيع المتهتك الموتور المقزز المجعجع المدعي المتشدق القزم القميء المرتزق الزعوري الحشاش مع فيلتمان إضافة إلى زوجتيهما في سهرة حميمية خافتة الأضواء جرى فيها تبادل الآراء وأشياء أخرى لمدة ساعتين من دون أن يأبه لكلمة واحدة لما قاله عميد الأسرى سمير القنطار عن نذالته المكشوفة.‏

حين كتبت سلسلة مقالاتي التي حملت عنوان قطع الحبل السري لم أكن أقصد إطلاقاً قطع الحبل السري مع لبنان أو مع الشعب اللبناني فبيروت تبقى في الحشا والروح ومسرى الدم بالنسبة للسوريين كافة ولجيلي بشكل خاص, لكنني كنت أقصد دفع البلاء عن أنفسنا من هذه الحثالة التي تتحالف مع العدو ضد المقاومة والتي تعلن الإخصاء الذاتي لكافة أشكال الكرامة والنضال والممانعة والتي وصل بها الأمر إلى حد مصادرة أسلحة المقاومة أثناء تصديها لعدو جميع العرب والمسلمين وللقوى الشريفة, وما زلت أصر على قطع الحبل السري مع كافة أشكال تلك الحثالة.‏

تعليقات الزوار

مرعي المحمد |  mouri60@scs-net.org | 01/03/2007 20:28

السيد برهان بخاري المحترم انا من المتابعين لكتاباتاتك والاراء والقضايا التي تطرحها سواء نتذ ان كنت تكتب في جريدة تشرين وشعرت بالياس حين توقفت عن الكتابة ولكني عندما ريتك تعود للكتابة في الثورة ايقنت ان الانسان والمتقف بمكن ان يمر بازمة ولكنه حتما سيعود الى موقعه الطبيعي يزرع الامل ويوضح كثير من الحقائق للقراء والمتابعين فمن كل الدروب الى مكة ..التحول بالواقف السياسية من الناصري الى.. الى اسلام ماقبل المذاهب..الى ...المسلم فوبيا ... نعشقك حتى القمالة ارجو الرد على عنواني بما يلي: هل تستطيع مساعدتي بالحصول على مقالاتك لانني لم أعثر عليها في اي مكتبة ذكرت مرة في احدى المقالات ان الخليفة عمربن الخطاب تزوج ابتة الامام علي ارجو العثور على اجابة شافية للموضوع والمراجخ التي اعتمدتها ومصدرهت.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 برهان بخاري
برهان بخاري

القراءات: 1414
القراءات: 1326
القراءات: 1771
القراءات: 3124
القراءات: 3201
القراءات: 2223
القراءات: 2017
القراءات: 1280
القراءات: 2313
القراءات: 1687
القراءات: 1688
القراءات: 1597
القراءات: 1469
القراءات: 1624
القراءات: 1331
القراءات: 1365
القراءات: 1573
القراءات: 1558
القراءات: 1610
القراءات: 1359
القراءات: 2459
القراءات: 1443
القراءات: 1353
القراءات: 1555
القراءات: 1848

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية