التي تطالبها بالكف عن الاستغراق بمخططات التصعيد القائمة على افتراضات غير واقعية , ان لجهة تصعيد الحرب في العراق بإرسال قوات اضافية الى هناك أو لناحية التصعيد على مسار الازمة مع ايران.
واذا كانت هذه الادارة قد ادارت ظهرها لكل الدعوات الدولية المتصلة بالعراق , فانه من غير المقبول ان تتجاهل معارضة الاغلبية الديمقراطية في الكونغرس خطة بوش الجديدة , وبطبيعة الحال تبدو ادارة بوش في عنادها واصرارها على السير بعكس الاتجاه الذي رسمته لجنة بيكر هاملتون المستقلة تبدو كمن يتعمد تهديد المصالح الوطنية الاميركية .
فالتصويت الذي جرى داخل مجلس النواب ضد خطة بوش , وسعي مجلس الشيوخ الذي الغى عطلته البرلمانية لاجراء التصويت اليوم أو غداً ضد ارسال جنود اضافيين الى العراق, وتأكيد نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب بان بوش لن يحصل بعد اليوم على شيكات موقعة على بياض, كل ذلك يظهر تصميم الديمقراطيين على اتخاذ اجراءات عملية لكبح مخططات بوش التصعيدية الذي لم يدرك بعد كارثية سياسته الخارجية.
وربما يمثل الكشف عن وثائق سرية لوزارة الدفاع الاميركية بخصوص العراق وضعت في العام 2002 وعمل عليها انذاك الجنرال تومي فرانكس ووزير الدفاع السابق رامسفيلد وغيرهما من المحافظين الجدد , نقول ربما تمثل ضربة لمخططات بوش ودليلاً اضافيا على انه اذا كانت الافتراضات غير الواقعية بشأن العراق قد اوصلت الامور الى ماهي عليه , فان المزاعم والافتراضات غير الواقعية ايضا بشأن ايران قد تقود الى ماهو اشد خطورة على مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
فالذين توقعوا بقاء نحو خمسة الاف جندي اميركي فقط في العراق بحلول العام 2006 هم ذاتهم الذين يدفعون اليوم بأكثر من 21 ألفا الى العراق اضافة الى نحو 130 ألف جندي , وهو مايؤكد ان الكارثية تكمن في ذهنية المجموعة الحاكمة في البيت الابيض وفي نمطية تفكيرها المدمر و المتطرف الذي يرفض الاصغاء للاصوات المتعقلة والمحذرة.