تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


آن لبازارتكم أن تنفض !

البقعة الساخنة
الأربعاء 14-3-2012
خالد الأشهب

طيلة عقدين وأكثر من الزمن , أي منذ انهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومته , ما كان أمام الكثير من الدول الصغيرة المحدودة الإمكانات والقدرات , سوى الانضواء تحت الإبط الأميركي والذهاب معه إلى ما يريد ويطمح , ليس طلباً لحمايته كما يشيع الأميركيون , بل تفاديا لشروره هو ذاته وتحاشيا لقدرته على البطش بمن يريد ومتى يريد , وقد رأى العالم بأم العين نماذج من «الحماية » الأميركية في أفغانستان والعراق والسودان وغيرها .

اليوم , ومع سعي كل من روسيا والصين واجتهادهما في استعادة حقوقهما كقوى عظمى ومؤثرة في العالم من قبضة الفك الأميركي المفترس , ومع تراجع قوة البطش الأميركي الناعمة والقاسية على حد سواء , يبدو أن ثمة عالما جديدا يوشك أن يولد , وأن منظومة جديدة من المعادلات والتوازنات الدولية توشك أن تحل , وبالتالي , ثمة اصطفافات جديدة تنتظم فيها دول هذا العالم , فدول كثيرة تترقب الخلاص من السطوة الأميركية السياسية أو الاقتصادية , وأخرى تنتظر الانعتاق من الأسر الأميركي لها وتحديث خياراتها الخاصة بما تراه مناسبا لها وليس للأميركيين .‏

وحتى تبدأ تراجم هذه المواقف والتطلعات بالحلول على أرض الواقع , وإلى أن تطمئن هذه الدول والمجتمعات وغيرها إلى نتائج ما يمكن أن تقدم عليه من محاولات التحرر من الأميركي والتمرد على سطوته , فإنها تحتاج ظهيرا صلبا وقادرا على صون استقلالاتها , وعلى الوقوف في وجه المنتقم الأميركي وضبط شراسته ونزوعه إلى الانتقام . وبالتأكيد , فإن روسيا والصين بوصفهما مرشحتين كظهيرين قادرين على توفير الحماية للدول الثائرة أولا , وعلى ردع المنتقم الأميركي وترويضه ثانيا, تدركان جيدا أهمية تكريس مصداقيتهما في هذا المجال, وأهمية أن تكونا البديل المقارب والمنافس المقتدر لأميركا ثانيا , وتدركان بالتالي , خطورة سقوط مثل هذه المصداقية وانهيار ثقة تلك الدول بهما .‏

نعجب من كل غبي يجاور سورية ويشارك في تفعيل معاناتها وإسالة دماء أبنائها بالتمويل والتحريض والتضليل وغيره , عربيا كان أو إقليميا أو دوليا , أن يواصل أوهامه في المراهنة على الوقفتين الروسية والصينية إلى جانب شعبها , وأن يواصل التمنطق بمنطق السمسار والتاجر في شراء الذمم والضمائر والمواقف ... فمن هذه المواقف ما عاد غير قابل أبدا لدخول بازاراتهم الرخيصة !‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2201
القراءات: 2102
القراءات: 2524
القراءات: 2481
القراءات: 2255
القراءات: 2623
القراءات: 2569
القراءات: 2504
القراءات: 2274
القراءات: 2598
القراءات: 2809
القراءات: 2701
القراءات: 2402
القراءات: 2862
القراءات: 2930
القراءات: 3012
القراءات: 2794
القراءات: 3170
القراءات: 3122
القراءات: 3227
القراءات: 2625
القراءات: 3093
القراءات: 3580
القراءات: 3342
القراءات: 3399

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية