تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ويســــتمر الحلــم

رؤيــة‏
الأربعاء 14-3-2012‏
سوزان إبراهيم

إنه صراع الإرادات.. صراع الهويات..‏

ومازال ثمة صوت حالم يقول: «إن القومية العربية, على الرغم من إخفاقاتها وأخطائها ومعاركها الخاسرة هي المخرج الحضاري الوحيد من المأزق الدموي الذي نعيشه» ويعني كعرب في كل أقطارهم وإماراتهم وممالكهم.‏‏‏

يقولون «إن معركة الهوية اليوم تدور بين ثلاثة نماذج ضاغطة لابد من التوصل إلى تسوية تاريخية تنبثق عنها: الهوية الإسلامية, والهوية الغربية, والهوية العربية النهضوية».‏‏‏

هل صحيح إذاً أن صراعاتنا كلها تنشأ عن تلك الثلاثية؟‏‏‏

لأننا نقع على الخارطة في (كوريدور) جغرافي لا يفتأ يمر منه وعبره شعوبٌ وغزاةٌ وطالبو ثروات, وحالمون بأرض تدور حول كرسي عرشهم.. مازلنا نعاني ونصارع من أجل هوية نقية, مع أن النقاء هنا, وغير هنا, يبدو مستحيلاً.‏‏‏

نحن نتاج حضارات متعاقبة وعظيمة شكلت عجينة ثقافتنا الملونة والمتنوعة وربما المتناقضة أحياناً.. فأي معنى في كل ما يبذل لاختصارها في هوية واحدة: إسلامية.. وليس جميعنا مسلمين.. أو عربية.. وليس جميعنا عرباً.. لماذا لا تكون هوية إنسانية... هوية انتماء.. هوية مدنية؟! إنها ديكتاتورية الأكثرية مرة أخرى!‏‏‏

الهوية والحرية والديمقراطية ليست تميمة نعلقها, أو (حجاباً) يشخبط مضمونه شيخٌ مدّعٍ أو موتورٌ ما لننقعه في سطل ماء ونستحم به! كيف يمكن أن نكون أحراراً وديمقراطيين ونحن لا نجيد التحاور.. كيف لنا أن نجيد التحاور ونحن لا نجيد الإصغاء.. كيف لنا أن نجيد الإصغاء وكلٌّ منا على يقين أن صوته هو الأعلى والوحيد.. كيف لنا أن نبني مجتمعاً حراً وديمقراطياً وثمة آفات تهتك نسيجه في التربية والتعليم والثقافة وحقوق المرأة والطفل وحقوق المواطنة!؟‏‏‏

كيف نبني مجتمعاً حراً إذا كان شيخ مدّعٍ قادراً على تحريك الشارع, بينما لا يقدر مفكّر متنور علماني على تحريك سوى قلمه؟!‏‏‏

هم يريدون الحرية.. نحن أيضاً نريدها.. هم يريدون الديمقراطية.. نحن أيضاً نريدها... فكيف حدث أن تصادمنا وقتلنا وشوّهناوهجّرنا!!‏‏‏

suzan_ib@yahoo.com ‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1457
القراءات: 1396
القراءات: 1626
القراءات: 1536
القراءات: 1614
القراءات: 2010
القراءات: 1424
القراءات: 1545
القراءات: 1525
القراءات: 1594
القراءات: 1520
القراءات: 1637
القراءات: 1591
القراءات: 1533
القراءات: 1601
القراءات: 1638
القراءات: 1610
القراءات: 1645
القراءات: 1649
القراءات: 1596
القراءات: 1618
القراءات: 1659
القراءات: 1677
القراءات: 1687
القراءات: 1640

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية