تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


غول القرن الجديد

رؤية
الأربعاء 24-4-2013
سوزان إبراهيم

مع نهاية عصر الإيديولوجيات، ونهاية التاريخ، حسب فلاسفة الغرب، فُتح الباب واسعاً أمام عودة المسألة الدينية، وسُجّلت ولادة العولمة

التي يفترض بها أن تزيل الحواجز بين البشر، وترفع شعار تحرير الفرد، لكنه تحرير باتجاه العودة إلى الرحم الأساسي، أي دينه الأصلي أو طابعه الإثني الأساسي أو مزيجهما.‏

في عام 1974 عقد مؤتمر في روما أعلن فيه خبير التحليل النفسي الشهير (جاك لاكان): «لن ينتصر الدين فقط على التحليل النفسي، بل سينتصر على أمور كثيرة أخرى أيضاً، حتى إننا لا نستطيع أن نتخيل مدى قوة الدين.»‏

هل يمكن أن يكون كل ما يجتاح المنطقة العربية إلا نتيجة ما عمل الغرب على زراعته وحراسته وحصد ثماره؟ ألا يبدو الدين اليوم كالغول الذي كنا نسمع عنه في حكايات الطفولة، حيث تحتاج للعبور إلى كنزك، وهو الواقف حارساً على باب المغارة أو النبع أو الطريق، إلى إعلان الهدنة معه وتقليم أظفاره، وحلق لحيته بهدوء ولطف كي لا ينقض عليك وينهي حياتك؟!‏

لماذا يكون للدين- أي دين- هذا التأثير العظيم، بحيث يقدر عدوّك على تحويله إلى متفجرات داخلية وذاتية تملك كل قوة التدمير هذه؟‏

لا أرى - شخصياً - أن الدين هو السبب المباشر، لكنه المنطقة الرخوة التي يمكن النفاذ إلى داخل أي مجتمع عبرها بسهولة ويسر، بل أرى أنه الحنين إلى عصر الإقطاعات والإمارات والقبائل!‏

يشكل الدين ما يشبه مفاصل تشابك بوابة مدينة مع جدران حمايتها, وحصنها المنيع, وبمحاولة زعزعة هذه المفاصل سيكون من السهل اختراق المدينة عبر بوابتها...‏

الدين طريقة الإنسان لخلاص مرتجى، أو لفهم الموت أو استيعابه، ولكل منّا مفهومه وطقوسه حول هذا الأمر، أي أنه النقطة الأكثر خصوصية وتماهياً مع العقل الذي لا يقبل النقد أو الانتقاد، هكذا يصبح اجتياحنا عن طريقه أكثر يسراً وأعمق جرحاً وأشد تمزيقاً.‏

الدين لله والوطن للجميع شعار صار تعميقه في الوجدان الجمعي لمجتمعنا أكثر من ضرورة، قبل أن يكمل تحوله إلى مجتمع غيلان لا ترحم.‏

suzan_ib@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1457
القراءات: 1396
القراءات: 1626
القراءات: 1536
القراءات: 1614
القراءات: 2010
القراءات: 1424
القراءات: 1545
القراءات: 1525
القراءات: 1594
القراءات: 1520
القراءات: 1637
القراءات: 1591
القراءات: 1533
القراءات: 1601
القراءات: 1638
القراءات: 1610
القراءات: 1645
القراءات: 1649
القراءات: 1596
القراءات: 1618
القراءات: 1659
القراءات: 1677
القراءات: 1687
القراءات: 1640

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية