تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صاحبي... لا تخجل إنه بطن السراب !

لبنان
معاً على الطريق
الثلاثاء 8/11/2005م
نبيه البرجي

قضي الأمر...

وبعد فوات الأوان نكتشف أننا كنا غابة من عيدان الثقاب. يشتعل كل شيء فجأة, ينطفىء كل شيء فجأة: إذا كان للبرق أن يرتدي ثياب الحداد...‏

هذه أيدينا تعود إلى مكانها. أكانت حقاً على قاب قوسين أو أدنى من الله, أم على قاب قوسين أو أدنى من التاريخ. مخلوقات مجنحة وتلعب في كل ذلك الخيال? أي حلم ذاك الذي يحتاج الآن, وغداً, إلى عملية قيصرية. يا صاحبي: لا تخجل إنه... بطن السراب.‏

ذات يوم, ذات طفولة, من المحيط إلى الخليج. كنا على قياس خيالنا. نسأل شهرزاد عن ليلة اللؤلؤ, ويعبث السندباد بأشيائنا الصغيرة.‏

عودوا إلى دفاتركم وتذكروا. ذات شاربين كانا يصلان إلى آخر الدهر: ياامرأ القيس هل من مكان لقدمين أخريين, قرب قدميك, لنضيف زمناً إلى زمن الدموع?..‏

أجل, أجل, أمكنة كثيرة, وأزمنة كثيرة, لدموع الدرجة الثالثة.‏

غريب أن بطون أمهاتنا لم تتوقف حتى الآن عن العمل!‏

ألق التحية على الأطلال, وإياك أن تمشي. أطلال تعقد قرانها على الأطلال. ذاك غبار وينبعث من حوافر الخيل. أخيراً, عثرنا على القماش الذي نصنع منه عباءة للعرب...عباءة الغبار, لا أحد يستخدم يديه لوقف الخيول (خيول عجيبة), ذات شاربين يذهبان بخطا حثيثة إلى القاع: يا رجل, هل تقول إن عظام سيف بن ذي يزن, وعنترة بن شداد, وعقبة بن نافع لم تعد صالحة للاستعمال?‏

عظامنا التي تستعمل, عادة, مقاعد للقياصرة, ها هي تستعمل اليوم, وعلى قرع الطبول تلك, لتفكيك اللاءات السورية, ألم تكن لاءات العرب ذات يوم?‏

عظامنا.. بل قل عيون اطفالنا, أمة تخون أطفالها, تبيعهم في سوق النخاسة, هذا قربان جميل لمولانا -وهو غير الله- الذي يهبنا نعمة الحياة, الأحرى نعمة التمتع بالحياة, حاولوا أن تغطوا الأنين بالقش, البقاء للأبقى. جنازة تمضي,وتمضي, إلى أين?‏

ثم جلس عامل التنظيفات -القرفصاء- منهكاً داخل الذاكرة, اعلموا أن برنارد لويس يصفنا, أو كاد بالحثالة الحضارية, إذاً, لماذا لا يقول بالفم الملآن: إننا نبيدكم..?‏

ماذا يتبقى لنا إذا ما تم تفريغنا, وكما يحدث الآن, من كل محتوياتنا: الضمير, الموقف, الصرخة, المال, النفط, الموت وقوفاً: موتوا وأنتم تزحفون, ودعوا الأشجار تطأطىء رأسها, لا وقت للأشجار, ولا للموت وقوفاً مثل الأشجار. ألا نعامل هكذا (ومن يصرخ?) طحالب بشرية تقطع الطريق على العصر?..‏

اجتثاثنا يحدث بالمناجل, وبقاذفات القنابل, غريب.. على الأقل اصرخوا, غابة من عيدان الثقاب?.. بل غابة من الأفواه المقفلة بالشمع الأحمر!‏

كاتب وصحفي لبناني‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 07/11/2005 12:03

لم أفهم العنوان, ولم أعرف الربط فيه بين الدعوة لعدم الخجل بسبب أنه بطن السراب, وحاولت تخيل بطن للسراب فلم أستطع. أما النص فجل فهمي منه أن الكاتب يستغرب أو يدعونا ونحن نجلد للصراخ كحد أدنى, فأجيب : شعوبنا العربية والإسلامية لم تتحرك بعد , ويوم تتحرك ستصرخ وقد تزأر في وجه القهر والطغيان.

hsan |  dado | 08/11/2005 22:34

لسيد نبيه قرأت لك في الكفاح العربي في الثمانينات ومازلت اقرألان تحليلاتك كانت دائما تنطبق على ارض الواقع فعتبك عليك وعلى كافة الكتاب العرب الذين تخرجوا من رحم الامة وكتاباتهم تصب في لخدمة قضايا هذه الامة سيدي الكريم لماذا الترميز لماذا تكتبوا بصراحة وبلغة بسيطة للمواطن العادي كي يوضع في صورة وحقيقة كل انسان كان ملك او رئيس او نائب او وزير او مواطن عادي ويقيم هؤلاء الاشخاص بناء على تصرفاتهم ومواقفهم التي تضر بهم وبوطنهم وتجعلهم كما تقول يبيعون اطفالنا في سوق النخاسة. هل حددتم لنا الحاكم الصالح والصحفي الصالح والمواطن الصالح في هذا الوطن بكل جرأة وموضوعية

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 830
القراءات: 864
القراءات: 949
القراءات: 1042
القراءات: 1074
القراءات: 978
القراءات: 879
القراءات: 1088
القراءات: 938
القراءات: 914
القراءات: 1040
القراءات: 1145
القراءات: 1126
القراءات: 1228
القراءات: 1023
القراءات: 1192
القراءات: 1103
القراءات: 1053
القراءات: 977
القراءات: 1088
القراءات: 1047
القراءات: 1085
القراءات: 1115
القراءات: 1121
القراءات: 1180

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية