تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صورة الدولة

على الملأ
الثلاثاء 19-6-2012
علي نصر الله

يشعر المواطن بالدولة ويراها يوميا من خلال الدوائر التي يحتك بها بحكم الحاجة لها وبحكم ارتباط قضاياه المعيشية والعملية اليومية بهذه الدوائر، ومن خلال العلاقة القائمة بين هذين الطرفين

تتشكل صورة الدولة في الأذهان التي عادة ما تؤسس وتبني على الصورة المتشكلة، بل يجري تحميل الصورة المواقف والمسلكيات التي اذا ما ترسخت مع مرور الزمن يكون من الصعب جدا التأثير فيها لجهة التعديل أو التغيير السلبي أو الايجابي.‏

واذا كان من الثابت أن الصورة الايجابية ستنتج مواقف ومسلكيات ايجابية فان الصورة السلبية قد تنتج ما هو أسوأ منها وتترك آثارا أكثر عمقا في المجتمع بسبب طبيعة البشر التي تميل الى استبدال وتغيير المنظومات المجتمعية القيمية حتى عندما لا تكون متيقنة من أنها الأفضل!.‏

وهذا بحث آخر لا يتسع المجال للخوض فيه، غير أنه يتصل اتصالا عضويا عميقا بكينونة وتكون المجتمعات المدنية المنظمة لا يمكن تجاهله اذا ما أريد للدولة (شكل المجتمع المنظم) أن تأخذ مسارات تضمن بقاءها واستمراريتها.‏

ويعتقد أن سن التشريعات والقوانين التي تنظم الحياة المجتمعية هو أحد أهم موجبات قيام الدولة، على أن سر ديمومتها يكمن في احترام طرفي المعادلة (الدولة والمواطن) لهذه التشريعات والقوانين، ومن هنا – من الممارسة – تنشأ صورة الدولة وتتكون وتتضح ملامحها الأساسية وملامح المجتمع أيضا، ذلك أن الممارسة هي المحك الأساسي والمعيار الحقيقي للأداء العام.‏

بالأداء والممارسة ترتسم الصورة وتتضح الخطوط العامة والأساسية، وتقع مسؤولية رسمها وتحديد خطوطها على الطرفين، وهي مهمة مشتركة بالضرورة، بمعنى أنه لا يمكن لطرف دون الآخر أن يقدم الصورة الكاملة لكن التأثير المتبادل بينهما عظيم وكبير، اذ يبدو حتميا أن يجر أو يستجلب خطأ أحدهما خطأ الآخر.‏

وعندما نتحدث عن الممارسة والأداء فمن الطبيعي أن يقودنا ذلك الى الحديث عن الفساد أم الآفات ومشكلة المشكلات التي اذا ما وقع المجتمع فيها فانه يفقد كل الجوانب المضيئة في الصورة التي ربما حرص على رسمها واستغرق عقودا طويلة لتثبيتها.‏

فالفساد يمثل أحد أهم العناصر التي تهشم صورة الدولة والمجتمع، وهو كآفة لا يمكن له أن ينمو ويستحكم الا بتوفر شروط وعوامل الوجود والنشوء والنمو التي تقتضي أولا وأخيرا وجود عنصرين (الدولة والمواطن) اللذين يتحملان مسؤوليته بالمقدار ذاته في الاتجاهين، اذ لا يمكن للدولة أن تكافح الفساد وحدها تماما كما لا يمكن للمواطن أن ينمي الفساد وحده.‏

من هنا وانطلاقا من هذه المسلمات ينبغي أن تتشكل القناعة بوجوب أن يحرص الجميع على صورة الدولة والمجتمع، وأن تدرك جميع الأطراف مسؤوليتها ودورها في تشكيل هذه الصورة التي نريدها حضارية مضيئة ويريدها أعداء سورية والأمة – الغرب واسرائيل والأعراب – جاهلية مظلمة... وقد اخترنا منذ زمن بعيد... وسننجح في محق جاهليتهم والفساد وكل أمراض وآفات المجتمع، وسننجح في بناء دولتنا المتجددة أبدا لتكون بأبهى صورها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12378
القراءات: 1658
القراءات: 1313
القراءات: 1478
القراءات: 1434
القراءات: 1254
القراءات: 1492
القراءات: 1362
القراءات: 1475
القراءات: 1563
القراءات: 1568
القراءات: 1635
القراءات: 1904
القراءات: 1279
القراءات: 1353
القراءات: 1297
القراءات: 1668
القراءات: 1482
القراءات: 1437
القراءات: 1519
القراءات: 1475
القراءات: 1500
القراءات: 1472
القراءات: 1784
القراءات: 1483
القراءات: 1360

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية