خاصة وأن السيد أنان لا ينسى في كل مرة التأكيد على أن من واجب هذه الحكومة أن تحمي مواطنيها كما تحمي مراقبيه المتجولين في الأرجاء السورية ؟
أليس بعض الأسئلة المطروحة على السيد أنان ومهمته يستحق منه جوابا شافيا وصريحا وعلنيا غير ملتبس أو غامض , تماما كما صراحته في مطالباته المتكررة للحكومة السورية ؟
إذا كان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي يعترف , أن أهالي الجهاديين التونسيين المنضمين إلى المجموعات الإرهابية العاملة في سورية يطالبونه بالتفاوض مع الحكومة السورية, لاستعادة أبنائهم أو لمعرفة مصيرهم , وإذا كان العديد من هؤلاء الأهالي يعترفون على مواقع الإنترنت أيضا بوجود أبنائهم داخل سورية أحياء أو قتلى , وإذا كان الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل يتحدث عن وجود هؤلاء وغيرهم الكثير من الأفغان العرب ومن مختلف البلدان العربية ومن مرتزقة الشركات الأمنية الأميركية على الأرض السورية , وإذا كان حكام قطر والسعودية يعترفون علنا بتمويل كل تلك العصابات الإرهابية وتسليحها , بل ويعتبرون ذلك واجبا « أخلاقيا « .. فما الذي يريده السيد أنان ليعترف بدوره أن على هذه العصابات أن توقف عنفها وجرائمها أولا , خاصة أن مراقبيه يرونها بأم أعينهم وقد تعرضوا غير مرة لما يتعرض له السوريون يوميا على يد هذه العصابات , وأن على أطراف المعارضة السورية الخارجية الحاقدة أن تعلن نهائيا توقفها عن اللجوء إلى العنف والإرهاب , وأن على منابع تمويل هذه العصابات وتسليحها أن تتوقف عن « أخلاقياتها « ... كي يتمكن السيد أنان من إتمام مهمته والانتقال بها إلى مرحلة الحوار .. إذا كان حريصا على نجاح مهمته ؟
نفترض بدورنا أن أنان جاد في مهمته وفي تمكينها من النجاح , لكننا نفترض أيضا أن ما تتعرض له مهمته ومراقبوه اليوم من ضغوط لا يقل عما تعرضت له من قبل بعثة المراقبين العرب , وحينئذ لن يكون في مقدور الحكومة السورية أن تجازف بأمن مواطنيها وسلامهم بما يرضي أنان ومن يضغط عليه وعلى مراقبيه !