ما كنا نتابعه على الفضائيات وقد نستمتع ببعض لقطاته الترفيهية ... الآن ... هو لايثير فينا الملل فحسب ،بل ويذكرنا بخواء تصر عليه تلك الشاشات... وبتنا نفهم السبب ...
لماذا تبعد كل ما له علاقة بالمنطق وبإثارة جدل عقلي لدى المشاهد..لماذا تصر على الوظيفة الترفيهية لاغية ما عداها... إنه تفريغ ممنهج للعقول ، لتحول هموم الملايين من المشاهدين الى ما تريد لهم أن يتبنوه.
الوظيفة الترفيهية التي لاتزال تتمسك بها...باتت تجعل من الشاشات متشابهة لانفرق بين واحدة واخرى إلا بزمن صمودنا قبل أن نبتعد بكبسة زر.
قبل الازمة كنا نتابعها ...لم يكن ضميرنا يؤنبنا رغم أن الأزمات العربية ابتدأت منذ دهر طويل ولم تنته ولايبدو أنها ستنتهي...
الآن ونحن نعيش كل هذا الرعب .كل هذا الألم الذي يبدو أن العقل الانساني غير قادر على استيعابه... .ولم نكن نتوقع أننا سنعيش حتى نتلمسه.....تبدو الشاشات أسوأ بكثير،وستكتشف ارتداد خيارها ولو بعد حين..لترى أنها نبذت من شريحة واسعة من الناس بعد أن فقدت مبرر وجودها... ونحن نعيش كل هذا التغيير الذي تعتقد أنها ستكون بمنأى عنه،وبإمكانها أن تستمر بذات الأدوات...
ولكن لاشك أن فضاء عربياً جديداً سيطل علينا من خلال بعض القنوات التي لن تبيع ضمائرها..لزاما علينا أن نؤمن بذلك ..عل إيماننا هذا يحرض المعنيين على التفكير بنا لنعيش صحوة تصر على انتزاع ولو جزء يسير من هذا الفضاء لأولئك الراغبين ببعض المنطقية.
soadzz@yahoo.com